الوهم الإسرائيلي وأثره في الرأي العام الغربي
الوهم الإسرائيلي وأثره في الرأي العام الغربي
اهتمَّت أجهزة الدعاية الإسرائيلية وكذلك الأكاديمية بنشر تحليلات متعددة للشخصية العربية بوجه عام، والمصرية بشكل خاص، فمن الناحية الأكاديمية كان أبرز ما يميز تلك الدراسات تقديم صورة سلبية للشخصية العربية وإغفال الجوانب الإيجابية، حيث تعمَّدت إسرائيل تشويه الشخصية العربية وذلك منذ أن بدأ الاحتكاك بينها وبين العرب إلى المرحلة الراهنة، وقد افترضت بعض الدراسات أن المشكلة التي بين العرب والغرب تتمثَّل في فجوة الاتصال بين العرب والغرب، ولكن اتضح أنها ليست المشكلة الأساسية، وإنما تتمثَّل المشكلة الأساسية في عداء الإسرائيليين والغرب بالعموم للعرب منذ فترة طويلة، وذلك لأسباب عديدة، فمنها: مقاومة العرب للنفوذ السياسي للغرب، وكذلك اعتقاد خاطئ من الغرب أن العرب يملكون ثروات هائلة ولكنهم يضيعونها، وفي الأهم الصراع العربي الإسرائيلي.
ومن الناحية الإعلامية، فرضت إسرائيل وجهة نظرها على العالم من خلال الإعلام، فتجد أنه من النادر أن يجد القارئ للصحافة الغربية تغطية غير متحيِّزة للأخبار في العالم العربي، وذلك بسبب ضعف الإعلام العربي، والذي كان نتيجة التصوُّرات العربية المتناقضة تجاه القضية الفلسطينية وعدم اتباع الطرق العلمية في فهم المجتمعات الغربية، ذلك من جهة، ومن الجهة الأخرى التطويق الصهيوني للرأي العام العالمي.
قامت التحليلات الغربية للشخصية العربية على نوعين من البحوث: أولهما البحوث التي توحَّد فيها الباحثون مع موضوع الدراسة فيما يمكن أن نطلق عليه بتعبير برجسون “الفهم التعاطفي”، وقد اهتمت هذه البحوث التي مثلت الاتجاه الموضوعي في دراسة العالم العربي حيث لم يصدر أي فروض مسبقة أو نظريات متحيزة كما يفعل باقي الباحثين الغربيين الذين اهتموا بدراسة العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية مثل: التغير في النظام الأسري، والعوامل المؤثرة في تشكيل الاتجاهات بوجه عام ودراسة اتجاهات الشباب بوجه، وكذلك تأثير الانتماء الديني في القيم والاتجاهات للأفراد المختلفين في الديانة.
أما النمط الثاني من الدراسات فاعتمد على تشويه صورة المجتمع العربي والشخصية العربية، مثل ما أكَّدته بعض الدراسات من أن التاريخ الاجتماعي للعرب ونموهم الشخصي أنتجا مجتمعًا يسوده الإحساس بالافتقار إلى الأمن والعداوة والشك والمنافسة الحادة، ومن ضمن عيوب هذه الدراسات أنها اتخذت عينة بسيطة أو اقتصرت على عينة دون غيرها لم يستطاع تعميمها على العرب، وبعامةٍ نجد هذه البحوث مجرد تأملات خالصة لبعض الباحثين تزدحم بالفروض والنظريات والتفسيرات التي تحتاج إلى عشرات البحوث الميدانية للتأكُّد من صحة مسلَّماتها وفروضها ونتائجها.
الفكرة من كتاب الشخصية العربية بين مفهوم الذات وصورة الآخر
في أول دراسة موثَّقة عن الشخصية العربية، يحاول الكتاب بمنهجية أكاديمية غير جافة النظر إلى قضية الصراع العربي الإسرائيلي بشكل محايد ومن مدخل علم الاجتماع السياسي ومفاهيم الشخصية القومية في محاولة للإجابة على عدة أسئلة: ما النظرة المتحكمة في رؤية الغرب لنا؟ وكيف تمكَّن المثقفون والأكاديميون العرب منهم والإسرائيليون من تحليل قضية الصراع العربي الإسرائيلي من مدخل نفسي اجتماعي.
مؤلف كتاب الشخصية العربية بين مفهوم الذات وصورة الآخر
السيد يسين: مفكر سياسي واجتماعي مصري، ولد عام 1933، وشغل العديد من المناصب كرئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والأمين العام لمنتدى الفكر العربي، إضافةً إلى عمله مساعدًا بوزارة الخارجية ومديرًا بوزارة البحث العلمي وأستاذًا لعلم الاجتماع السياسي في المركز الوطني للأبحاث الاجتماعية والعلوم الجنائية، وقد حصل على العديد من الجوائز؛ أهمها: جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، وجائزة أفضل كتاب في مجال الفكر عن كتاب “الوعي التاريخي والثورة الكونية”، وتوفي في مارس 2017.