الولاية العامة للمرأة
الولاية العامة للمرأة
قبل الخوض في تفسير ورد شبهة الولاية العامة للمرأة، لا بدَّ من توضيح معنى الولاية، فهي بكسر الواو وفتحها تعني النُّصْرة في مختلف المجالات الحياتية، فالمرأة مثلاً لها نصرة وسلطان على نفسها ومالها ولها ولاية في بيتها وتربية الأبناء، ومن ذلك قول الرسول (صلى الله عليه وسلم): “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”، أما عدم معرفة المناسبة التي قيل فيها الحديث فهي ما يجعل الدراية بمعناها الحقيقي مخالفة للاستدلال به على تحريم ولاية المرأة للعمل العام، فهذا الحديث قيل عندما قدم نفر من بلاد فارس إلى المدينة المنوَّرة فسألهم رسول اللّه عمن يلي أمر فارس؟ قال أحدهم: امرأة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “ما أفلح قوم ولو أمرهم امرأة”.
والمقصود هنا هي الولاية العامة أي رئاسة الدولة، وليس ولايتها الخاصة في أي عمل آخر، ولكن مفهوم الولاية هذا قد تغيَّر كثيرًا منذ ذلك العهد حتى يومنا هذا، فقد انتقلت من سلطان الفرد إلى سلطان المؤسسة، وأصبح القضاء يشترك فيه مؤسسة وليس كقاضٍ فردي يشترك في الحكم، فإذا شاركت المرأة فيه، بأن كانت قاضية مثلًا – وهذه تعد ولاية عامة – فلا شيء عليها لأن الولاية هنا لمؤسسة تشترك في الحكم الجماعي وليست لفرد من الأفراد رجلًا أم امرأة.
فنرى أن القرآن تحدَّث عن ملكة سبأ وهي امرأة وأثنى على ولايتها مع أنها كانت عامة، بسبب أنها كانت تحكم بالشورى لا بحكمها ولايتها الفردية كما هو مذكور في القرآن، ونجد أن القرآن ذمَّ ولاية فرعون لمصر وهو رجل لأنه انفرد بسلطة صنع القرار دون مشورة، إذًا العبرة ليست بولاية الرجل أو المرأة، وإنما بكون هذه الولاية عامة قائمة على الشورى أم سلطانًا فرديًّا مطلقًا.
الفكرة من كتاب التحرير الإسلامي للمرأة
يتناول المؤلف في هذا الكتاب الرد على شبهات غلاة الإسلاميين والعلمانيين التي أثاروها كذبا وبهتانًا حول مكانة المرأة في الإسلام، وزعمهم أن الإسلام ظلم المرأة وانتقص من حقوقها، وجعلها في منزلة أقل من الرجل، ويجيب فيه عن خمس شبهات وقع فيها هؤلاء، مع تفسيرهم المغلوط لبعض المرويات الإسلامية.
كما يقدم النموذج الوسطي الإسلامي الذي قدمه ديننا لتحرير المرأة من الرجل وقيود الجاهلية، ويشير إلى نماذج من النساء الرائدات اللائي عبرن عن روح التحرير الإسلامي وإنصافه لحقوق المرأة.
مؤلف كتاب التحرير الإسلامي للمرأة
محمد عمارة: مفكر إسلامي ومؤلف ومحقق مصري، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، له العديد من المؤلفات في قضايا الفكر الإسلامي والتجديد والدفاع عن الإسلام، تجاوزت مؤلفاته ثلاثمائة كتاب، وترجم بعض كتبه إلى عدة لغات شرقية وغربية، ونال جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى والعديد من الجوائز والأوسمة العربية والعالمية، ورحل عن دنيانا في فبراير 2019.
من أهم مؤلفاته:
الإسلام والثورة.
الإسلام والفنون الجميلة.
تيارات الفكر الإسلامي.