الولايات المتحدة تستدعي آلان تورنغ
الولايات المتحدة تستدعي آلان تورنغ
بالعودة إلى أجواء الحرب، فبقدوم ديسمبر 1941 أغارت القاذفات اليابانية على الأسطول الأمريكي المتمركز في “بيرل هاربور” بجزيرة هاواي، لتعلن أمريكا دخول الحرب كعدوَّة لكلٍّ من ألمانيا وحلفائها واليابان، ولتقرِّر ألمانيا توجيه هجماتها الشرسة بغواصاتها نحو السفن الأمريكية بلا هوادة، وهنا تتشارك أمريكا نفس الاعتقاد مع بريطانيا بضرورة فكِّ هذه الشفرة العنيدة، وبالفعل طلبت الولايات المتحدة آلان تورنغ، وقد وصل إليها في نوفمبر 1942.
أبدى الأمريكان استجابة فورية لمطالب آلان لبناء آلات بومبي التي صمَّمها، بل وهيؤوا له ظروفًا أفضل مما في بريطانيا، وقد صُنِعَت الآلة من قِبل مختبرات بِل ” Bell Labs” التي جعلتها أسرع بـ34 مرة من الآلات البريطانية، ويُذكر أن آلان قد التقى خلال وجوده في أمريكا العالِمَ كلود شانون، وهو الرائد في علم الحاسوب والأستاذ بمعهد ماساتشوستس التقني MIT، وقد جمعتهما فكرة إمكانية بناء آلة تستطيع محاكاة عمل الدماغ البشري “الحاسب الآلي”، حتى أن آلان استغلَّ وجوده في الولايات المتحدة بالعمل على تطوير فكرته هذه بجانب مهمة فك الشفرة الألمانية.
في مارس 1943 عاد آلان إلى بريطانيا لمتابعة عمله مع فريقه بمركز بليتشلي بارك، حيث تولَّى القيادة في غيابه زميله ألكساندر هيو، كما أن المسؤولين البريطانيين كانوا قد منحوا مركز بليتشلي بارك مهمة جديدة تتمثَّل في فتح شفرة ألمانية أخرى غير شفرة إينيغما، وهي تنتج عن استخدام آلة لورنز الألمانية، وأطلق البريطانيون عليها اسم “السمكة”، وقد نجح الفريق في فكِّها بتصميم آلة أطلقوا عليها اسم “هيث روبنسون” وكان باستطاعتها تمرير ألف حرف في الثانية، بل وطوَّرها بعد ذلك أحد أساتذة آلان “ماكس نيومان” لتعالج خمسة آلاف حرف في الثانية.
الفكرة من كتاب آلان تورِنغ.. مأساة العبقري الذي غيَّر العالَم
كان عبقريًّا إلى الدرجة التي تجعله أذكى علماء التاريخ. رجلٌ واحد نجحت فكرته في تقليص مدة الحرب العالمية الثانية ولا نبالغ إذا قلنا في ترجيح كفتها لصالح قوات الحلفاء، هو من وضع حجر الأساس للحاسوب الذي نراه يتحكَّم الآن في كل شيء تقريبًا، لكنه عانى شيئًا ما لم يتخلَّص منه طوال حياته، حتى أصبح هذا الشيء سبب تعاسته وخسارته، ووفاته.. إنه العبقري آلان تورِيغ.
مؤلف كتاب آلان تورِنغ.. مأساة العبقري الذي غيَّر العالَم
جِم إليدرج: كاتب ومعلم بريطاني، ترك وظيفة التعليم وتفرَّغ تفرغًا كاملًا لمهنة الكتابة، ليؤلف تسعين كتابًا أغلبها تتعلَّق بالخيال التاريخي، كما يمتلك جِم رصيدًا من النصوص الإذاعية يُقدَّر بأكثر من مائتين وخمسين نصًّا تمَّ بثها من قبل الإذاعة البريطانية، ومن أشهر مؤلفاته:
The Trenches
Coming Home
Roman Invasion