الوقاية
الوقاية
تعد الوقاية الأولية أساسية لكي نشيخ على نحو جيد، وتتطلَّب الوقاية الفحص الطبي الملائم لكل شخص لمعرفة نقاط القصور لتعديل الواقع الفيسيولوجي للمريض الذي يعتمد على تطبيق قواعد الحياة الصحية من تغذية مناسبة ونشاط جسمي، وتتصدَّر التغذية الجيدة قائمة القواعد الصحية اللازمة للمسنِّين، وقد تبدو التغذية بسيطة لدرجة ننسى معها تعقيدها، فعندما يشيخ الفرد ينخفض نشاطه وينتج عن ذلك نقص في صرف الطاقة، ومن ثم تنقص شهية الطعام أو قد تغيب، مما يؤدي إلى ضعف حاستي التذوق والشم، ومن ثم متعة الطعام، وتتمَّثل النتيجة النهائية في انخفاض مدخرات الجسم وقدرته الوظيفية وتنخفض الكتلة العضلية، ومن ثم ضعف الجسم وزيادة تعرضه للأمراض والخمول.
والحاجات الغذائية تتغيَّر قليلًا مع تقدم العمر، ويجب أن تكون نوعية الغذاء كافية لاحتياجات الجسم، وعدم التوازن في الغذاء يؤدي إلى حلقة مفرغة من انعدام النشاط والتعب وتسهم الحياة العصرية على نحو كبير في ذلك، وتعد البدانة نوعًا من أنواع سوء التغذية ولا تنجم من الإفراط في تناول الطعام عند المسنين، بل من انعدام النشاط، ويحدُّ ذلك من قدرة الشخص على الحركة.
ويؤدي اختلال التغذية عند الشخص المسن إلى وهن نفسي وجسمي، ولإعادة التوازن يجب شرب الماء بقدر كافٍ وممارسة الرياضة على نحو منتظم لتليين المفاصل وتخفيف الآلام وزيادة القدرة الوظيفية لأجهزة الجسم المختلفة، وتقليل أو انعدام الاتصال مع الخارج يؤديان إلى انخفاض القدرة على تثبيت الذكريات والتحليل، وكذلك الانتباه والذاكرة، لذلك تجب ممارسة رياضة فكرية تختلف باختلاف المستويين الثقافي والعقلي للأشخاص، وتُبين الدراسات أن اضطرابات التركيز أو التذكر ليست حتمية، بل مرتبطة بمدى استعداد الشخص لبذل الجهود المطلوبة والتمتُّع بالإرادة اللازمة لاتباع حياة صحية للوصول إلى شيخوخة جيدة.
الفكرة من كتاب طب الشيخوخة
يتناول هذا الكتاب طبيعة مرحلة الشيخوخة وما يعانيه المسنُّون في هذه الفترة على المستويين النفسي والجسدي، والآليات الخاصة بالشيخوخة ومكانة الأشخاص المسنِّين في مجتمعنا، ويبيِّن وسائل التأهيل لتفادي الإعاقة المسبِّبة للآلام البدنية والنفسية والجسمية والمؤدية إلى تكاليف اجتماعية ومالية باهظة على المستويين الشخصي والمجتمعي، وتستمر الدراسات والأبحاث الخاصة بهذا المجال من قِبَل المعالجين بهدف تحويل مرحلة الشيخوخة إلى مرحلة مثمرة في حياة الإنسان.
مؤلف كتاب طب الشيخوخة
كريستوف دو جاجيه: طبيب بشري متخصِّص في علم الشيخوخة، وهو مدير مركز تقويم علم الشيخوخة في باريس، ومن أبرز أعماله كتاب “تقنيات مقاومة الشيخوخة”.