الوقاية من شيخوخة الدماغ
الوقاية من شيخوخة الدماغ
بعدما تعرفنا تركيب الدماغ وعلاقته بالأنظمة والأمراض المختلفة، كيف لنا أن نقي أنفسنا تدهور القدرات المعرفية ونحافظ على أدمغتنا أصغر عمرًا؟ يكون ذلك عن طريق:
الاهتمام بالنوم: إذ ترتبط اضطرابات النوم بالعديد من الأمراض مثل: السكري والألزهايمر، لما للنوم من أهمية في تنظيم عمليات الجسم الحيوية، ويتكون النوم من ثلاث مراحل، هي: مرحلة النوم الخفيف ويساوي فيها نشاط المخ الكهربي نشاطه العادي، ومرحلة النوم العميق وفي هذه المرحلة يكون النشاط الكهربي للدماغ هو الأقل، وآخرها مرحلة حركة العين السريعة، ويحتاج الإنسان البالغ إلى معدل من سبع إلى تسع ساعات، والأهم من عدد الساعات هو الجودة، ويمكن زيادتها من خلال: النوم ليلًا في ظلمة تامة، والتعرض لضوء النهار مباشرة عند الاستيقاظ، إذ تعمل هذه الطريقة على ضبط دورة الدماغ الطبيعية، ومن المهم كذلك تَجنُّب استخدام الأجهزة الإلكترونية ليلًا.
ولا يُعد القلق شعورًا سيئًا بشكل كامل لأنه يحفز أدمغتنا على العمل بفاعلية أكبر، ولكن لو استغرقنا كل الوقت في القلق وتعطلت أنشطتنا، يتحول الشعور إلى اضطراب، ويُلاحظ من تصوير الدماغ في حالات القلق أن القشرة الفص جبهية يقل تدفق الدم إليها، وفي حالات السعادة والإيجابية يزيد التدفق، مما يعطي الدماغ السيطرة الكاملة على شعور القلق، ويمكن مجابهة مشاعر القلق الحادة من خلال: ممارسة التأمل أو المشي مع الانتباه للبيئة المحيطة، وإحدى الطرائق الفعالة كذلك جدولة وقت للتوتر، إذ يساعد هذا الدماغ على تجنب المبالغة في التفكير والقلق طوال الوقت وحصر نشاطه في وقت معين.
كما كشفت الدراسات الحديثة أن ممارسة التمارين تعمل على زيادة قوة اتصال خلايا الدماغ بعضها ببعض، مما قد يقي بعض الأمراض مثل: الخرف والألزهايمر، ويمكن لأي نشاط حركي أن يعد تمرينًا، فتبني عادات مثل: استخدام السلالم بدلًا من المصعد الكهربائي يؤثر بشكل فعال في قدرات الذاكرة، ويُعد المشي من أفضل التمارين لكل الفئات، ولا يوجد عدد خطوات محدد للاستفادة منه، فخرافة الـ 10 آلاف خطوة لتحقيق الاستفادة الكاملة ابتدعتها الشركات التي تروج للأجهزة الإلكترونية التي تعمل على متابعة النشاط الرياضي.
الفكرة من كتاب الدماغ المضاد للشيخوخة: استراتيجيات جديدة لتحسين الذاكرة، وتعزيز المناعة، ومحاربة الخَرف
في عالم مليء بالمشتتات بأنواعها كافة، ومع نمط حياة متسارع، أصبح على أدمغتنا التكيف مع الكثير من الأمور، وحتى المهمات اليومية والأولويات تغيرت على مدى القرون الماضية، فبعدما كانت تتمحور حول النجاة لدى أسلافنا القدامى، أصبحت أولوياتنا أكثر تعقيدًا، وتحولت المخاطر من الموت بالجوع أو البرودة الشديدة إلى المخاطر الصحية المتعلقة بالأطعمة السريعة، أو مخاطر تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي في جودة الحياة النفسية.
فكيف تأقلمت أدمغتنا مع كل هذه التغيرات؟ وهل مع تحسن جودة الحياة الصحية ستتمكن أدمغتنا من البقاء في مرحلة الشباب لوقت أطول أم هل من المحتم أن نخسر ذكرياتنا وقدراتنا مع التقدم في العمر؟ وما العلاقة بين الدماغ وصحة باقي أجزاء الجسم؟ يجيب كتابنا عن هذه الأسئلة المشوقة وغيرها الكثير.
مؤلف كتاب الدماغ المضاد للشيخوخة: استراتيجيات جديدة لتحسين الذاكرة، وتعزيز المناعة، ومحاربة الخَرف
مارك مليستين: خبير في صحة الدماغ، ومتحدث معترف به دوليًّا، حاصل على الدكتوراه في مجالي الكيمياء الحيوية والجزيئية، وأجرى عديدًا من الأبحاث في عدة اختصاصات مثل: علم الأعصاب، والجينات، والأمراض المعدية.
ملحوظة:
لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.