الوقاية من الشبهات
الوقاية من الشبهات
إذًا كيف يُمكننا التعامل مع الشبهات الفكرية المعاصرة؟ لدينا ثلاث حالات مختلفة حسب مدى التأثر بالشبهات، فهناك من لم يتأثر بعد وهو بحاجة إلى إجراءات وقائية لحمايته، وهناك آخرون تأثروا بالفعل فيحتاجون إلى العلاج، وآخرون يعتبرون هم مصدر بث الشبهات فيلزم تعلم القواعد الصحيحة لمجادلتهم ورد حججهم.
وللوقاية من الشبهات الفكرية يجب تعزيز اليقين بأصول الإسلام، فيجب الاهتمام بصفات الله وعظمة كماله وقدرته، والتفكر المستمر في آيات الله الكونية وفي آيات الله الشرعية، وربط الناس بالقُرآن لأن القرآن ينفث روح الإيمان في القلوب، بجانب ذلك يجب الاهتمام بمعرفة دلائل صحة أصول الإسلام (القرآن والسنة)، والأهم هو التمسك بالعبادات القلبيّة.
بعد تعزيز اليقين نوجه الجهود لتكوين عقل ناقد، قادر على البحث وفحص المعلومات والمناظرة واتباع الدليل، ثم التأصيل الشرعي المعرفي، وهنا يجب على الدعاة تسهيل الوصول إلى مداخل العلوم ومصادرها، وفهم نظرية المعرفة الإسلامية ومصادر تلقيها، كي لا نقع في خطر المغالاة في الحس وينتهي بنا الأمر إلى إنكار الغيبيات.
وفي المقام الأوّل لا بد أن نبتعد عن التعرض لخطاب الشبهات، سواء كان بالقراءة من كتبهم أم من كتب الرد، فأحيانًا يفتن المرء في دينه بسبب تعرضه لشبهات مركبة الإجابة فيها أعلى من إدراكه العلمي، أو بالقراءة في بعض الكتب لغير المتخصصين فيختزلون الإجابة على الشبهات.
وأخيرًا لا بد من ترتيب الغايات الكبرى للإنسان حسب مراد الله عز وجل، فمركزية الرحمن تجعل العبودية مقدمة على رفاهية الإنسان، فعند حدوث التعارض يقدم الإنسان إحداهما على الأخرى بحسب ترتيب هرم غاياته.
الفكرة من كتاب سابغات: كيف نتعامل مع الشبهات الفكرية المعاصرة
منذ أن تفتح عينيك صباحًا حتى تنام، فأنت تتعرض لكميات هائلة من المدخلات، يتأثر بها الجميع على مختلف أعمارهم ومستوياتهم العلمية، فعصرنا يمتاز بالسيولة الفكرية الشكاكة والفوضوية والهدامة، ومن أكثر المجالات التي تضررت بتلك الموجات هي الدين، خصوصًا وأن أكبر شريحة متأثرة بما في وسائل التواصل الاجتماعية هم المراهقون والشباب، ولا يخفى على أحد مدى أهمية تلك الشريحة العمرية في مجال الدعوة والبذل والعطاء وتحمل المسؤولية نحو دينهم.
سيساعدنا الكتاب على بناء منهجية شرعية فكرية تقي من الشبهات المتراكمة وتعالجها، بل وتضع أسسًا لكيفية جدال الملحدين أو المشككين وبناء الأصول والثوابت لتعزيز اليقين بالإسلام، كمعرفة دلائل إثبات وجود الله تعالى وكمال صفاته، وبراهين النبوة والقرآن الكريم، والرد على شبهات فكرية معاصرة عديدة مثل حجية السنة والإجماع وظلم الإسلام للمرأة وقضية الحرية.
مؤلف كتاب سابغات: كيف نتعامل مع الشبهات الفكرية المعاصرة
أحمد بن يوسف السيد: نشأ بمدينة ينبع بالسعودية، اهتم في صغره بطلب العلم الشرعي فحفظ القرآن في سن العاشرة بجانب بعض المتون العلمية الأخرى، سافر إلى المدينة المنورة ليكمل دراسته الجامعية، وحصل فيها على البكالوريوس من الجامعة الإسلامية.
اهتم بالقضايا الفكرية المعاصرة وعلم الحديث، وأسس عدة مشروعات لتسهيل دراسة العلوم الشرعية، كالبناء المنهجي والفكري وتسهيل السنة وبرامج أخرى لرد الشبهات، مثل صناعة المحاور، وله عدة مؤلفات أشهرها: “أفي السنة شك” و”أصول الخطأ في الشبهات المثارة ضد الإسلام وثوابته”.