الوقاية خير من العلاج
الوقاية خير من العلاج
لكي نقي أبناءنا من الانحراف فعلينا أن نشبعهم بالحب والاحترام، وذلك بأن نحب الطفل لذاته لا لما يفعله ولا لما يتفوق فيه، حبًّا غير مشروط بتلبيته لرغباتنا أو توقعاتنا، وأن نظهر ثقتنا به وبقدراته ولا نقلل منه، وأن نمنحه الفرصة للتجارب، ونكلفه ببعض المهام التي يمكنه أداءها لتشجيعه، كأن نمنحه دورًا يساعد فيه في المنزل كإعداد الطاولة أو إرشاد والده بالخريطة في أثناء السفر، مهمات تشعره بالمسؤولية وأنه يُعتمد عليه وأننا نحتاج إليه، وأن نشجع ونمتدح كل جهد يفعله الطفل بصرف النظر عن نتيجته.
أيضا اجعل للطفل مكانًا خاصًّا به ولو رفًّا في المكتبة، فمن المهم أن يشعر أن له مساحة خاصة به وحده، وامنحه قدرًا من الحرية مع تحميله بعض المسؤوليات، وامنحه الفرصة دائمًا ليختار بنفسه ووجهه للاختيار الأسلم، وانتبه ألا تدع مخاوفك الشخصية تتدخل في حياة طفلك، وعوده على المشاركة في الحديث دون خوف أو خجل واستمع إليه باهتمام.
أدب الطفل إن أخطأ برفق، ولتكن رقابتك معتدلة، وعقوباتك عادلة وغير قاسية، وتأكد من فهم الطفل للخطأ الذي يعاقب عليه، وكن ثابتًا في قواعدك التي تضعها لهم، فلا تشتت الطفل بعصبيتك المفرطة على تصرف بدر منه في حين أنك كنت تتقبل هذا التصرف من قبل، فذلك مما يشتت الطفل ويفقده القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، ويفقده الشعور بالأمان إذ لا يأمن ردود فعل والده على تصرفاته بصرف النظر عن طبيعة التصرف نفسه، ولا يعني ذلك إلغاء المرونة بطبيعة الحال.
ومن المهم أن نساعد الطفل على الشعور بالانتماء لأسرته ولأصدقائه وأقاربه، فلا أقسى على الطفل من الشعور بالوحدة وعدم الانتماء، وأن نمنحه ما يؤمن به ويعيش من أجله، ونساعده في تحديد أهدافه.
الفكرة من كتاب لماذا ينحرف الأطفال؟
طفلي كثير الشجار مع أصحابه في المدرسة، ابنتي تتأخر خارج المنزل، رأيت ابني يدخن مع أصدقائه أكثر من مرة، ابني كلما واجهته بخطأ يكذب، يسأل كل هؤلاء الآباء: هل تلك علامات خطرة في سلوك أبنائهم؟ وهل سينشؤون بسلوكيات منحرفة تلازمهم طيلة حياتهم؟ لماذا ليسوا أطفالًا عاديين يحسنون التصرف؟
وعلينا هنا أن نسأل، من الطفل العادي في نظرنا؟ ومتى يمكننا القول إن الطفل يعاني مشكلة حقيقية؟ كيف نعالج الأخطاء اليومية للأطفال؟ وكيف نقي أطفالنا من الوصول إلى مرحلة خطرة من الانحراف؟ عن كل تلك الأسئلة يجيبنا هذا الكتاب.
مؤلف كتاب لماذا ينحرف الأطفال؟
شارلز ليونارد، أشرف على مؤسسة حكومية في مقاطعة إلينوي تعمل على تقويم سلوك الأطفال المنحرفين، ترجمة دكتور محمد نسيم رأفت، مدرس سابق لعلم النفس في معهد التربية للمعلمين بجامعة هليوبوليس.