الوعي
الوعي هو الشعور والإدراك معًا، ومعرفة أننا نشعر وأننا ندرك، وللوعي ثلاثة مستويات، أولها هو الوعي الأوَّلي، وهو يتضمَّن الانطباعات والأحاسيس ومن خلاله ندرك أجسادنا، والأصوات والحركات من حولنا، والمستوى الثاني هو وعي الهوية، وهو الوعي الذي يقوم بتحليل ما نمر به من أحاسيس وانطباعات وإدراك أنها تنتمي إلينا، ومن خلاله يمكن ملاحظة تتابع الأفكار، أما المستوى الثالث فهو الوعي الرؤيوي الذي يتضمَّن أخذ خطوة جانبًا ومراقبة الذات، ويساعد على الفهم والتفكير، وينفصل عن عمل الذهن التلقائي وإطلاق الأحكام والتوقُّعات، ويتضمَّن التأمل بالوعي الكامل المستويات الثلاثة معًا.
يعتمد الوعي على الانتباه، ودون انتباه لا يكون هناك وعي، والانتباه يجب أن نوجهه ليكون متسعًا ويتحرَّر من الاستغراق في الأفكار والمشاعر والتركيز على أشياء معينة ليشمل أمورًا أخرى، وبجانب هذا الانفتاح يجب التركيز الكامل في ما نقوم به ونعيش اللحظة الحاضرة بشكل كامل دون تفكير أو تحليل.
التأمل بالوعي الكامل يستلزم الخشوع والتجرُّد والصدق، الخشوع يعني الرجوع إلى ذواتنا والتواصل معها، وتساعد أماكن العبادة والطبيعة على ذلك، ويمكننا أيضًا أن نقرِّر في وسط ضجة الحياة اختيار التوقُّف عن الفعل والعيش في اللحظة الحاضرة، وسيشعرنا ذلك بالراحة وصفاء الذهن، أما التجرد فيعني أن نتخلَّى عن إصدار الأحكام وعن تركها تسيطر على أفكارنا، وأن نتخلَّى عن اختيار اللحظات السعيدة والهروب من اللحظات المؤلمة، وإنما نكون منفتحين على جميع الخبرات، وأن نترك التمسُّك بما هو مريح وباللحظات السعيدة والأمل بدوامها، وبدلًا من ذلك نتدرَّب على عدم القلق من عدم استمرارها.
الفكرة من كتاب تأمل يومًا بعد يوم: ٢٥ درسًا للعيش بوعي كامل
نستيقظ يوميًّا لنؤدي أنشطة الحياة بشكل روتيني وآلي، دون وعيٍ منا، وننشغل أثناء ذلك بمواقف حصلت في الماضي، أو التفكير بما سيحدث في المستقبل، ونهرب من أفكارنا ونرفض مشاعرنا، لتكون النتيجة هي زيادة المعاناة، وعدم عيش الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل، ويقدم الكاتب الحل في ممارسة التأمل بالوعي الكامل، ويعطينا دروسًا ومبادئ ليصبح الوجود في اللحظة الحاضرة أسلوبًا للحياة.
مؤلف كتاب تأمل يومًا بعد يوم: ٢٥ درسًا للعيش بوعي كامل
كريستوف أندريه: طبيب ومعالج نفسي فرنسي، يعدُّ التأمل ضمن أكثر اهتماماته، ومارسه لسنوات عديدة وتعلمه ثم قام بتعليمه، حيث يقوم بإدارة جلسات التأمل في مستشفى سانت آن في باريس، وتتم استضافته باستمرار في قناة “فرنسا” الثقافية وشارك في العديد من اللقاءات، ولامس المشاهدين وحقَّق شهرةً وقبولًا لديهم، كما حقَّقت كتبه أكثر المبيعات، ومنها: “الحياة الباطنة”، و”الخجل”، و”العيش سعيدًا”، و”وقت التأمل”.
معلومات عن المترجم:
سامح عبد الكريم صالح: طبيب نفسي سوري، درس في باريس العلاج المعرفي السلوكي، ولديه عضوية في جمعية العلاج المعرفي السلوكي في فرنسا، ويدرس حاليًّا العلاج المعرفي بالتأمل بالوعي الكامل.