الوعي هو الحل!
الوعي هو الحل!
إننا اليوم محاطون بكم هائل من المعلومات والبيانات التي يمكن التلاعب بها واستخدامها لدعم قضية معينة وتهميش قضية أخرى، فمحركات البحث وعلى رأسها جوجل تختلف نتائجها باختلاف البلد الذي يتم البحث منه، والإحصاءات تدل على أن 70% من المستخدمين يكتفون بالنظر إلى أول خمس صفحات، أي ما يعادل 40 نتيجة من 651 مليون نتيجة، ولهذا يمكن التلاعب في هذه النتائج لتغيير رأيك والتأثير في قراراتك، إذا لم تمتلك وعيًا بما يحدث.
هذا يعتبر الجانب السيئ لتوافر البيانات بكثرة على شبكة الإنترنت، ولكنْ هناك عديدٌ من الجوانب الجيدة التي يمكن التعرف عليها نتيجة هذه الوفرة، فقد نتج عن إجراء تحليل سلوك مستخدمي الإنترنت لإجابتهم عن سؤال الدافع إلى استخدامه، أنْ جاءت جميع الإجابات نموذجية مثل: “إننا نستخدمه من أجل أداء الأعمال والتعلم واكتساب مهارات ومعارف فقط”، ولكن هذه الدوافع المتعلقة بالمعرفة جاءت في المركز الثامن بعد إجراء التحليل، أما المركز الأول فكان البحث عن التسلية أو التواصل مع الآخرين، والمراكز الأخرى جاءت حول هذا الإطار عن الترويح عن النفس، فالكثير ما زال ينظر إلى الإنترنت على أنه واحة للتسلية والراحة أكثر من أنه مكان لأداء الأعمال كما يزعم.
أما الجانب الجيد الآخر هو أنه من خلال برامج تحليل البيانات يمكن مكافحة الشائعات والأخبار المغلوطة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، التي بات فيها الجميع جانيًا ومجنيًّا عليه، وتتم تلك المكافحة من خلال التعاون مع شركات تستخدم برامج التحليل لتصنيف الأخبار إلى أنواع محددة تتراوح بين خبر كاذب بالكامل أو خليط بين معلومات صحيحة ومغلوطة أو عنوان خطأ لخبر صحيح أو خبر سليم تمامًا، أو مجرد وجهة نظر لا خبر.. وهكذا.
ونتيجة لاستحواذ مواقع التواصل الاجتماعي على اهتمام الكثيرين، كانت حاجةُ البائعين إلى عرض منتجاتهم على هذه المواقع، وظهر فيسبوك لتقديم أدوات تسويقية مدفوعة لإظهار إعلانات محددة للمستخدم المناسب تبعًا للبيانات التي يملكها، والحد الأدنى لهذه الخدمة دولار واحد يوميًّا، وترتفع القيمة كلما زادت الإجراءات التي تريد أن يتخذها العميل، فمثلًا لضمان بدء العميل في اتخاذ إجراءات الشراء تحتاج إلى دفع 40 دولارًا يوميًّا، وعلى الرغم من فاعلية التسويق الإلكتروني على المنصات المختلفة فإن الإحصاءات تدل على أن 43% من أصحاب الأعمال لا يرون شبكات التواصل الاجتماعي.
الفكرة من كتاب الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات
إن الهدف من الذكاء الاصطناعي أن يجعل حياتنا سهلة كأن يقرأ لنا كتابًا أو مقالًا أو يُلخصه، وأن يتوقع لنا مستقبل الأمراض بِناءً على تحليل البيانات المتاحة حاليًّا، ويتنبأ بالكوارث الطبيعية، وغيرها من الأمور المذهلة، ولكن هل حقًّا كل ما ينتج عن الذكاء الاصطناعي جيد أم هناك جانب مظلم ينبغي لنا أن نحذره؟
من خلال هذا الكتاب سنتعرف معًا الجوانب الإيجابية والسلبية للذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
مؤلف كتاب الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات
زياد عبد التواب: مساعد الأمين العام لنظم المعلومات والتحول الرقمي بجمهورية مصر العربية، حاصل على ماجستير في تكنولوجيا المعلومات وإدارة الأعمال من جامعة ميدلسيكس في المملكة المتحدة، لديه خبرة تزيد على 28 عامًا في مجال تصميم وإدارة الشبكات وأنظمة المعلومات، وحلول التحول الرقمي، وقد شغل عدة مناصب في مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء.
له عدد من المقالات الفنية المتخصصة في مجلة الهلال، ومجلة المصور، ومجلة الديمقراطية، ومجلة لغة العصر، وجريدة روز اليوسف، كما ألّف كتاب “صفر واحد مدخل إلى الوعي الرقمي”.د