الوعي الصوتي.. مرحلة ما قبل القراءة
الوعي الصوتي.. مرحلة ما قبل القراءة
يُعتقد أن الخلايا العصبية الانعكاسية هي التي تسمح للرضع بالتعلم بالتقليد؛ كأن تجعلهم يمرون بتمثيلات داخلية لحركة جسم يلاحظونه كما لو كانوا يقومون بالأفعال ذاتها، وفيما يختص باللغة؛ يحاكي الأطفال حركات الشفاه والفم لدى المحيطين، ثم تأتي بعد ذلك القدرة على تقليد الأصوات، وساعد اكتشاف هذه الخلايا على الالتقاط المبكر لأي مشكلة لغوية قد يواجهها الطفل مستقبلًا بمعاونة مخطط كهربية الدماغ، وتتبُّع حركة العين في الطفل، والفائدة المهمة أنه يمكن استثارة تلك الخلايا قبل مرحلة القراءة بالمبالغة في حركة الفم والأصوات الشفهية وإبراز الحرف وتدوينه؛ مما يعجِّل ببناء الوعي بالكلمات المطبوعة ووضع أسس القراءة الأولية.
وثمة ثلاثة أجزاء هي الأنشط بين مناطق معالجة القراءة، وهي: جزء القراءة الأمامي في الفص الجبهي المختص بالمعالجة الصوتية والدلالية (تحليل الكلمات)، وفيه منطقة “بروكا” المسؤولة عن إنتاج الكلام، ويزيد نشاط الخلايا في ذلك الجزء عند نطق الكلام، أما الجزء الثاني فهو جزء المعالجة البطني الخلفي، في الفصين القذالي والصدغي، ويختص بالمعالجة الهجائية ومعرفة نمط الكلمات البصرية، ويتباين نشاط هذا الجزء حسب التوافق بين الصوت والرسم، والجزء الثالث جزء المعالجة الظهري، في الفصين الجداري والصدغي، وهو مسؤول عن الإدراك البصري المكاني بتحليل الكلمات عن طريق ربط الحروف بالأصوات.
وقد أظهر تصوير الدماغ زيادة النشاط الأيضي في الفصين الصدغي العلوي الأيسر والفص الجبهي السفلي؛ تزامنًا مع زيادة الوعي الصوتي والحساسية بتركيبة الصوت كالجناس والسجع، وتتضمن بعض إستراتيجيات بناء الوعي الصوتي التركيز على ربط الصوت مع الحرف وتكرار القراءة القابلة لفك الترميز (أي ربط صوت الحرف برسمه)، وتتضمن أخرى الربط الضمني بينهما باستخدام لغة كلية، ويمثل الهجاء وتوافق الأصوات والحروف بناءً مصطنعًا يعطي الكلام تمثيلًا ملموسًا لتحدث القراءة على المستوى الواعي خلافًا لتلقائية إنتاج الكلام، ويمكن تدعيم الوعي الصوتي بتقطيع الأصوات ثم دمجها أو البدء بالدمج ثم التقطيع الشفهي للحروف؛ مثل: با – باء – باب.
الفكرة من كتاب تعليم الدماغ القراءة
قدمت أبحاث علم الأعصاب -منذ العقد الأخير من القرن العشرين- ثروة معرفية هائلة حول استجابة الدماغ البشري لعملية القراءة وكيفية معالجتها، وطرائق التعليم التي تحفِّز نشاط الدماغ، وتزيد من فعاليته خلال رحلة تعلُّم القراءة للصغار أو لمن يتعلمون لغة أجنبية، ومكَّنتنا من الاستفادة من مسح الدماغ في التحسين النوعي والتطوير المستمر لطرائق اكتساب وإتقان مهارة القراءة، وتمنح الدكتورة ويليس في هذا الكتاب فرصة لغير المتخصصين من خبراء التعليم وأولياء الأمور للاطلاع على آخر النتائج في ذلك الصدد.
مؤلف كتاب تعليم الدماغ القراءة
جودي ويليس: طبيبة وعالمة أعصاب ومرجع في أبحاث الدماغ فيما يتعلق بالتعلم والدماغ وارتباطات هذا البحث بأفضل ممارسات التدريس. تخرجت في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا، ومارست علم الأعصاب لخمسة عشر عامًا، ثم حصلت على ماجستير التربية من الجامعة نفسها، وتفرَّغت للتدريس في المدارس الابتدائية والمتوسطة قبل أن تكرس وقتها لتقديم العروض التقديمية وإجراء ورش عمل للمعلمين وأولياء الأمور على الصعيدين الوطني والدولي.
من أبرز مؤلفاتها:
Brain-Friendly Strategies for the Inclusion Classroom
Research Based Strategies to Ignite Student Learninger
Inspiring Middle School Minds: Gifted, Creative and Challenging
معلومات عن المترجمة
سهام جمال: مترجمة، ترجمت عدة كتب من نشر مكتبة العبيكان، منها: “تعلم حب الرياضيات”، و”دليل التجميع العنقودي: كيف تتحدى الطلاب الموهوبين وحسن التحصيل الشامل”.