الوظيفةُ العائلية
الوظيفةُ العائلية
لطالما لَعِبَتِ المرأةُ دورًا أساسيًا في قِصصِ الناجحينَ، من العُلماءِ والأُدباءِ والفنانين؛ سواءً كانت أم، زوجة، أخت أو حتى ابنة.
فالمرأةُ هي من تهتمُ بنظافةِ أطفالِهَا، وتطويرِ فِكرِهِم وتعليمِهِم أساسياتِ الحياة، وهي من تَخْلِقُ الدِفْئَ والألفة في المنزل؛ فتكونَ مَلجأ الجميع، تستمعُ لشكوى هذا وتُعالِجُ مشاكلَ ذاك، وتطبطبُ على كَتِفِ آخر، كما أنها تكون سكنًا وأمانًا لزوجها؛ تعينُهُ على مصائبِ الزمان وتفرحُ معهُ في الأوقاتِ الهانِئة.
لذلك من المهم تقويتُها وتربيتُها من الأساس، في عائلةٍ تُقدرُها وتحترمُها وتمنحُها الثقةَ والدعم؛ حتى تستطيعَ تقديمَ دورِهَا في دعمِ أُسرتِها.
إن تربيةَ العقلِ هي الوسيلةُ العظمىَ لأن يكون في الأمة نساءٌ قويّات، ومن يعتمدُ على جهلِ امرأتِه؛ مَثَلُهُ كمثلِ أعمى يقودُ أعمى؛ مصيرُهُما أن يتردّيان في أولِ حُفْرَةٍ تُصادِفْهُمَا في الطريق”
الفكرة من كتاب تحرير المرأة
بالرُغم من أنّ هذا الكتاب طُبِعَ عام ١٨٩٩م، إلاّ أن كاتبَهُ قد نجَحَ في طرحِ مَواضيعَ، لا تزالُ ذاتَ أهميةٍ إلى يومِنَا هذا.
يرى “قاسم أمين” أن هناك تلازُمًا بين انحطاطِ المرأةِ، وانحطاطِ الأمةِ وتوحُّشِهَا، وبين ارتقاءِ المرأةِ وتقدُّمِ الأمةِ ومَدَنيتِها؛ فهو يُؤسِّسُ دعوتَهُ لتحريرِ المرأةِ المصريةِ ـ والعربيةِ بالضرورة ـ على أهميةِ ذلك، للأمم.
كما يرى أن إنصافَ المرأةِ في التعليم؛ شرطٌ أساسيٌ لبناءِ شخصيتِهَا ومُمَارسةِ دَورِهَا في المجتمع، ويطلبُ من الحكومةِ السعيَ لإصدارِ القوانينَ التي تضمنُ للمرأةِ حُقوقَهَا؛ بشرط أن لا تخرجَ هذه الحقوقُ عن الحدودِ الشرعية.
مؤلف كتاب تحرير المرأة
وُلِدَ “قاسم أمين” عام 1863م، لأبٍّ تركي عثماني، وأم مصرية من صعيد مصر، وتمكّنَ بفضل وضعِ عائلتِهِ الاجتماعية، التي كانت تتسِمُ باليُسْرِ والدَعَة، من أن يتدرجَ بسُهُولةٍ في كل مستوياتِ التعليم؛ حتى تخرّجَ في كلية الحقوق، وهو لا يتجاوز العشرين عامًا، عَمِلَ بالقضاء بعد عودته من بعثةٍ دراسية لفرنسا، وساهمَ في الدعوةِ لإقامةِ الجامعةِ المِصْرية.