الوضع التعليمي بفلسطين المحتلة
الوضع التعليمي بفلسطين المحتلة
لكي ندرك أهمية أدب المقاومة الذي يتناوله الكتاب يجب أولًا أن نعرف حجم الصعوبات التي واجهها شعراء تلك الفترة، إذ عانى الوضع الثقافي التعليمي بفلسطين تعتيمًا وتهميشًا يفوق الحد، ويشير الكاتب إلى أحد أهم الأشياء وأكثرها تأثيرًا، ألا وهو الوضع التعليمي بفلسطين المحتلة، حيث يظهر جليًّا محاولة الاحتلال للسيطرة على التعليم ومحو التحدُّث باللغة العربية من خلال إجبار الفلسطينيين على دخول مدارس تُدرس العبرية فقط وفرض صعوبات عليهم لمنعهم من إكمال تعليمهم الجامعي، كما يكاد يكون الحصول على وظيفة للخريجين شيئًا مستحيلًا، بالإضافة إلى اعتمادهم على سياسة التجهيل المتعمد عن طريق السيطرة على المدارس العربية ووضع مناهج رديئة تطمس الهوية الفلسطينية وتسحق الوعي الثقافي، كما أقصوا وفصلوا جميع المعلمين الأكفاء.
وانخفضت نسبة الشباب الفلسطينيين المتعلمين وقتها إلى الحضيض، حيث وصل عدد الشباب الفلسطينيين بالجامعات إلى 200 طالب مقابل 19 ألف طالب إسرائيلي، وهذا الانخفاض الحاد يعود إلى عدة أسباب منها: التدخل المؤذي في شؤون التعليم بالمدارس العربية من قِبل رجال الحكم العسكري والمباحث، فقد كانت لهم الكلمة الأولى في اختيار المدرسين حيث كانوا يختارون المتواطئين من أمثالهم، ولم يكن هناك عدد كافٍ من المدارس بالرغم من الازدياد الهائل في عدد التلاميذ، فقد كانت تتجاهل وزارة التربية والتعليم عن عمد تنفيذ قانون التعليم الإجباري بالنسبة إلى الأقلية العربية، كما كان هناك نقص شديد في الكتب المطلوبة، والمختبرات، والتجهيزات، والمكتبات، وكان هناك بعض المدرسين الفسدة الذين يستغلون وظائفهم لنشر كتب متدنية؛ هادفين إلى الربح وتسميم عقلية الجيل الجديد لمحو أي ارتباطات بين الجيل الجديد وماضيهم المجيد لإخماد جميع مشاعرهم القومية.
ومضت إسرائيل عن عمد في حرمان العرب من حق التعليم، فقد كانت بعض الكليات العلمية ممنوعة نهائيًّا عليهم، بالإضافة إلى التمييز العنصري بين الطلاب، وتهديد الطلاب العرب الجامعيين ليتركوا السكن الجامعي كما حدث مع الطالب الجامعي يوسف عزيزي، حيث تلقى رسالة تهديد غادر الجامعة على إثرها كما قتل عدة طلاب في أثناء هروبهم إلى غزة، ليتلقوا التعليم بها وتم التعتيم على سبب القتل، وكان غاية كل ذلك هو إجبار الفلسطينيين على الهجرة أو الانصهار.
الفكرة من كتاب الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال 1948 – 1968
قلما تجد شاعرًا عربيًّا غابت القدس أو القضية الفلسطينية عن أعماله، وقد كانت القضية الفلسطينية -وما زالت- مصدرَ إلهامٍ لكثير من الأدباء والشعراء في مختلف الأزمان والعصور.
ويُعدُّ هذا الكتاب -الذي بين أيدينا- دراسة أدبية تحليلية لأدب المقاومة الفلسطيني تحت الاحتلال منذ النكبة وحتى عام 1968، وهو من أوَّل الكتب التي اهتمت بتعقُّب واستقصاء وتأريخ تلك الفترة، حيث يستعرض غسان كنفاني الصعوبات التي واجهها الأدباء والمثقفون في ظل تلك الظروف القاسية، وكيف أن الحصار لم يزدهم إلا تشبثًا بهويتهم وبتراثهم العربي الأصيل، مُسلطًا الضوء على مساوئ الاحتلال وجرائمه في حق التراث الإسلامي الفلسطيني.
فهيَّا بنا نتعرف على الوضع الثقافي بفلسطين المحتلة خلال تلك السنوات!!
مؤلف كتاب الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال 1948 – 1968
غسان كنفاني (1936 -1972): روائي، وقاص، وصحفي فلسطيني، ويعدُّ أحد أشهر الكُتَّاب والصحفيين في القرن العشرين. اهتم بالكتابة على نحو خاص بمواضيع التحرُّر الفلسطيني، كما كان عضوًا بالمكتب السياسي “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، ولا يخفى على أحد أنه أوَّل من تحدث عن شعراء المقاومة وأشعارهم ونشر عنهم بالعالم العربي، ولم تخل أي مقالة كتبها من معلومات عن شعراء الأرض المحتلة.
من أبرز مؤلفاته: “عالم ليس لنا”، و”أرض البرتقال الحزين”، و”عائد إلى حيفا”، و”جسر إلى الأبد”، و”رجال في الشمس”، و”ما تبقى لكم” و”القميص المسروق”.