الوصول المغولي إلى الأراضي الإسلامية
الوصول المغولي إلى الأراضي الإسلامية
قام التتار بقيادة هولاكو خان بالتجهيز لدخول بغداد والاستيلاء عليها، فقاموا بحصار مناطق آمد وميَّافارقين، وكان الملك الكامل صاحب ميافارقين قد أعلن المواجهة وعدم الخضوع للتتار، وكادت أن تصمد المدينة الباسلة لولا نفاد المؤن، وتخاذل الإمارات الإسلامية المجاورة في المساعدة خوفًا من غضب التتار، واستطاع التتار دخول المدينة وقتل الملك الكامل.
أما بالنسبة لبلاد الشام، فقد قرر الناصر يوسف صاحب دمشق في البداية أن يعلن الخضوع لهولاكو خان وأرسل ابنه له بالهدايا، وغضب هولاكو من ذلك وهدده، لأنه طلب أن يأتي إليه بنفسه، فرفض الناصر يوسف ورد عليه بالتهديد أيضًا، وبدأ الأمر بـ”حلب” التي حاولت الصمود في وجه المغول، لكنها سقطت في أيديهم، وقتلوا الآلاف، واستباحوا المدينة خمسة أيام، وهدموا الأسوار والجوامع.
وأكمل التتار مسيرهم إلى دمشق ورأى قادتها الاستسلام وإعلان الطاعة، وقد كان فيها ركن الدين بيبرس الذي رفض ذلك وغادرها مُتجهًا إلى القاهرة، ومتصالحًا مع قطز الذي أعطاه الأمان، وجعله من كبار أعوانه، وبالفعل تم تسليم دمشق ومن بعدها حماة، وتم القبض على الناصر يوسف وقتله، وكلف هولاكو خان القائد المغولي كتبغا بإتمام السيطرة على بلاد الشام، وعاد إلى مدينة مراغة المغولية للمشاركة في انتخاب الخان الجديد.
وكانت هناك علاقة بين المغوليين والصليبيين آنذاك، والتي قويت خاصةً بعد الاستيلاء على الشام، حيث شارك في ذلك الاستيلاء ملك أرمينية الصغرى وأمير أنطاكيا، وقد كافأهم هولاكو بإعطائهم أراضي في الشام.
الفكرة من كتاب السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت
إن الأمة التي تحفظ تاريخها تحفظ ذاتها، وهؤلاء الذين لا يتذكرون الماضي محكوم عليهم بإعادته، بهذه العبارات يجب علينا إذا أردنا أن نسود الأرض كما كُنا، أن نتذكر عهودنا وتراثنا، أن نعرف ماضينا وتاريخنا، فلا يسعى السجين لفك قيده إلا حينما يتذكر الحرية.
يناقش الصلابي في كتابه تلك الفترة التي سبقت معركة عين جالوت، والأسباب التي أهَّلت لذلك النصر بقيادة السلطان المُظفر سيف الدين قطز، ويركز على المعركة وعلى المماليك على نحو خاص، منذ نشأتهم وحتى سيادتهم وقيام دولتهم.
مؤلف كتاب السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت
علي محمد محمد الصلابي: فقيه ومؤرخ ومحلل سياسي ليبي. نال درجة الماجستير في أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن، وحصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية.
له العديد من المؤلفات منها:
دولة السلاجقة: موسوعة الحروب الصليبية.
فصل الخطاب في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
الشورى فريضة إسلامية.
صفحات مشرقة من التاريخ الإسلامي.