الوصول إلى النجوم
الوصول إلى النجوم
لا شك أن الفضاء الخارجي أضحى لاعبًا رئيسًا على الساحة الدولية اليوم، فالدول العظمى تتسابق على السيطرة عليه، إذ هو ساحة الكبار بلا منازع بدايةً من الوصول إلى القمر مرورًا باستكشاف فرص الحياة على كوكب المريخ مرورًا باستكشاف النجوم والمجرات والكواكب الأخرى، وانتهاءً بهذا الزخم الكبير من الأقمار الاصطناعية التي تدور حول كوكب الأرض، والتي تتعدَّد استخداماتها في مجالات الملاحة والاتصالات والمجال العسكري كالمراقبة والرصد والتجسُّس وتوجيه الأسلحة، وغير ذلك الكثير.
ولقد بدأت علاقة البشر بالفضاء بعد الحرب العالمية الثانية إبَّان حقبة الحرب الباردة والسباق التكنولوجي بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي السابق، حيث أحرز السوفييت السبق بالوصول إلى القمر، الأمر الذي أزعج أمريكا لتبدأ ثورة لتصحيح العلوم والتركيز على إحلال التكنولوجيا الحديثة محل نظيرتها البدائية المتقادمة، فكان نتيجة ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت صاحبة السبق في نجاح تجربة أول إنسان يسير على القمر، أما مؤخرًا فدخلت بعض الدول هذا السباق الفضائي، فبالإضافة إلى أمريكا وروسيا (الاتحاد السوفيتي السابق) نجد الصين والهند وغيرهما من الدول الأخرى.
ورغم أن قصة الصعود إلى القمر أضحت اليوم لا تخرج عن نطاق الغزل حيث يمكن وصفها بموعد غرامي امتدَّ لليلة واحدة، فمن المتوقع خلال المستقبل القريب تنامي وتيرة غزو الفضاء حيث يصبح السفر بين الكواكب أمرًا مألوفًا لسكان الأرض، لا سيما بعد التقدم الكبير الذي حققته شركة سبيس إكس المملوكة لإيلون ماسك في ابتكار تقنيات جديدة أدَّت إلى إمكانية استخدام الصاروخ الفضائي مرة أخرى بعد عودته إلى الأرض، مما أسهم كثيرًا في تخفيض تكلفة السفر عبر الفضاء، وقد تعمد الدول العظمى إلى احتلال الكواكب الأخرى وبسط نفوذها هناك، فيبدو أن الإنسان قد يئس من إصلاح الأرض بعدما أفسدها، لذا يلجأ الآن إلى إيجاد كوكب بِكرٍ بديل.
الفكرة من كتاب رؤى مستقبلية
لقد تقدَّمت العلوم بسرعة مذهلة وأحدثت تحولًا كبيرًا في المجتمعات البشرية المختلفة، ونظرًا إلى ذلك يعقد الكثيرون الآمال على المزيد من التقدم العلمي في السنوات القليلة المقبلة لإحداث تغييرات أعمق في الواقع المعاصر، ويستشرف هذا الكتاب المستقبل في العديد من المجالات كثورة المعلومات والذكاء الاصطناعي ومشاريع الجينوم البشري والوصول إلى الفضاء وتطبيقات فيزياء الكوانتم، وغير ذلك الكثير.
مؤلف كتاب رؤى مستقبلية
الدكتور ميشيو كاكو (Michio Kaku): هو عالم أمريكي من أصل ياباني مختصٌّ بمجال الفيزياء النظرية ومجال الدراسات المستقبلية، وُلِدَ في سان جوزيه بولاية كاليفورنيا الأمريكية في 24 يناير عام 1947، من والدين يابانيين مهاجرين إلى الولايات المتحدة، حصل على درجة الدكتوراه في عام 1972، ويعمل أستاذًا للفيزياء النظرية بجامعة سيتي الأمريكية، كما أنه بروفيسور زائر في كلٍّ من جامعة برينستون وجامعة نيويورك.
له العديد من المؤلفات منها:
الفضاء الفائق.
فيزياء المستقبل.
مستقبل العقل: الاجتهاد العلمي لفهم العقل وتطويره وتقويته.