الوصول إلى المشاعر
الوصول إلى المشاعر
عندما نصل إلى عواطف الآخرين سنكون أكثر قدرة على التأثير بداخلهم، المهم أن نبعدهم عن لغة التحليل لأن الناس حينما يفكرون بشكل تحليلي سيكون هذا أبعد لهم عن العاطفة، فإذا طرحنا سؤال: “إذا سار شيء ما بسرعة خمسة أقدام في الدقيقة، كم عدد الخطوات الذي سيجتازه في غضون 360 ثانية؟”سيختلف تمامًا عن سؤال: “صف لنا شعورك عندما تسمع كلمة طفل؟”.
والهدف من جعل الرسائل عاطفية هي جعل الناس يهتمون بالأمر ويتحرَّكون لاتخاذ خطوات إيجابية، لأن المشاعر تجعل الناس يتحَّركون نحو الهدف، فنحن لا نريد منهم التعاطف مع المواضيع فقط.
وهذا ما تقوم به بعض الدعايات، وهي اللعب على العاطفة، منها دعايات التحذير من التبغ التي تهدف إلى عدم شراء التبغ، فإذا ما وجدنا مراهقًا يصرخ بأعلى صوته في الدعاية: “هل تعرفون عدد الأشخاص الذين يقتلهم التبغ يوميًّا؟”، ثم يذكر عددًا مهولًا من الوفيات، هل ستظل مشاعرنا كما هي، أم أننا سنشعر بالغضب تجاه هذا التبغ ولو كان مجرد مادة جامدة؟ سنحقد في قرارة أنفسنا على شركات التبغ، كما أن من ضمن التأثيرات العاطفية استخدام المصطلحات الأكثر تأثيرًا واستغلال الكلمات والمفاهيم المرتبطة بأشياء عاطفية لدى الآخرين.
إن المهم في الوصول إلى عواطف الناس هو استخدام الأمور التي تهمهم، ولنسأل أنفسنا ما الأمور التي تهم الناس؟
ولنعلم أيضًا أن المنفعة الذاتية لا تتعارض مع الوصول إلى مشاعر الآخرين والتأثير فيهم، على العكس من ذلك تمامًا، فهي عامل ضروري لإحداث التغيير، المهم أن يكون ذلك بصورة مهذبة وإنسانية حتى يشعر الناس بالأمان.
وحتى يومنا هذا يتم لفت انتباه الناس بثلاث طرق، وهي: اللجوء إلى الجمعيات، والنداء من أجل المنفعة الشخصية، والنداء من أجل الهوية والانتماء، وبالتأكيد فإنها وسائل فعَّالة إذا ما تمَّت بالطرق الآمنة والصحيحة التي تحرِّك المشاعر وتؤثر بالآخرين.
المهم أننا حين نرغب في جعل الآخرين مهتمين بأفكارنا لا بد أن نبعدهم عن التحاليل والأحكام المسبقة وطرق التعقيد، وعلينا أن نظهر لهم رغبتنا في إشباع حاجاتهم، وأن نشيد بهوياتهم ومصالحهم الشخصية.
الفكرة من كتاب أفكار وجدت لتبقى
إننا نطمح جميعًا إلى ترك الأثر الملموس داخل الآخرين، ولكن.. لماذا ينجح البعض في الترويج لأفكاره وجعلها راسخة في أذهان الناس، ويفشل البعض الآخر؟ هل هناك استراتيجيات أو طرق متَّبعة لجعل فكرتنا أكثر تميزًا وإقناعًا؟
هذا ما يعرضه الكتاب ويجيب عنه.
مؤلف كتاب أفكار وجدت لتبقى
شيب هيث : أستاذ السلوكيات الإدارية في كلية الإدارة بجامعة ستانفورد.
دان هيث: مستشار في مؤسسة ديوك للتعليم المشترك، وباحث سابق في كلية الإدارة بجامعة هارفارد.
من تأليفهما أيضًا كتاب: “الحسم، كيف تتخذ خياراتٍ أفضل في الحياة الشخصية والمهنية“، وكتاب: “قوَّة اللحظات“.
معلومات عن المترجم:
شادي يونس: مترجم سوري، مختص بالترجمة الفورية والتعريب، وقد قام بترجمة عدد من المسلسلات والأغاني، وهذا الكتاب الذي بين أيدينا.