الوصف والمجاز
الوصف والمجاز
في العادة تكون الكتابة الوصفية وسيطًا مثاليًّا لخلق الاستعارات والتشبيهات، إنها المكان الذي يثبت فيه الكاتب جدارته مع اللغة، والمجاز في اللغة يعني التجاوز والتعدِّي، والهدف من المجاز لغويًّا هو تحقيق عملية العبور من فكرة إلى أخرى، أو من الإبهام إلى الفهم أو مستوى أعمق من التلقي، والمجاز في الاصطلاح اللغوي هو صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى باطن، ويستخدم الكتَّاب المجازات لتعزيز قوَّة الوصف، ولا يريد قارئ الأدب فحص المفاهيم التجريدية، ولا أن يميِّز المشاعر وأسبابها كطبيب نفساني، بل يحتاج أن يشعر بما تشعر به الشخصية، وعندما تفشل الاستعارة تكون النتيجة مضحكة وأحيانًا محرجة.
وقد ميز أليس لابلانت بين عدة أنواع من الاستعارات متمثلةً في الاستعارة الميتة، وهي الاستعارة التي تشرَّبت تمامًا من خلال اللغة المحكية، ولم تعد متداولة في الأدب، وأصبحت تنتمي أكثر إلى البيوت والشوارع، مثل أن يقول أحدهم: “سأموت من الضحك”، وتأتي بعدها الاستعارة المبتذلة، وهي التي شاع استخدامها، وأصبحت مستهلكة جدًّا، لدرجة تحوُّلها إلى استعارة ميتة، ولكن لم تتداول تمامًا في اللغة اليومية، فهي تلك الحركة التلقائية التي ينتقل فيها العقل من الحرفي إلى المجازي، دون جهد يذكر، ولذلك فهي لا تحتوي أي مفاجأة أو متعة للقارئ، مثل أن يقول: “الهدوء الذي يسبق العاطفة”.
وهناك أيضًا الاستعارة الغامضة، وهي استعارة لا تؤدي الغرض منها، لأن العلاقة المفترض إقامتها بين العنصرين غير مفهومة، مثل أن يقول: “كان وجهها يشبه يوم الأربعاء”، وأخيرًا الاستعارة الفعَّالة، وهذه الاستعارة تشترط أن تعمِّق فهم القارئ للمعنى، فلا يكفي أن تكون الاستعارة وبخاصَّة بالكاتب، ومن اختراعه هو، بل يجب أن تنتمي إلى نص بعينه.
الفكرة من كتاب الحقيقة والكتابة
توضح الكاتبة في هذا الكتاب سحر النص الأدبي، فتتناول الكتابة الوصفية وورشًا تطبيقية كاملة تحمل العديد من الأفكار عن لب العمل الروائي والقصصي والنقل السردي على نحو عام، بالحقيقة التي يبحث عنها الكتَّاب عبر كذبات متنوِّعة بين طيات أفكارهم واقتراحات لقراءات، لتصل بالقارئ في النهاية إلى تطوير قلمه الأدبي.
مؤلف كتاب الحقيقة والكتابة
بثينة العيسى: كاتبة وروائية كويتية، حصلت على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال تخصص التمويل من كلية العلوم الإدارية جامعة الكويت عام 2011. حازت جائزة الدولة التشجيعية عن روايتها “سعار” التي صدرت عام 2005، ومن أعمالها:
خرائط التيه.
ارتطام لم يُسمع له دوي.
عائشة تنزل إلى العالم السفلي.
عروس المطر، تحت أقدام الأمهات.