الوسواس والأفعال القهرية
الوسواس والأفعال القهرية
الوسواس هو تلك الفكرة كثيرة الإلحاح على عقل المريض، يرفضها ولكنه لا يستطيع الفكاك منها، فيعاني بسبب غرابة تلك الوساوس وإعاقتها لحياته الطبيعية، بينما الأفعال القهرية هي أعمال عقلية واعية، وسلوكيات متكرِّرة جبرية استجابة لأفكار وسواسية، لتخفِّف أو تمنع القلق الناتج عن تلك الأفكار، ولأن الوسواس القهري هو مرض من أمراض العقل، يكون فيه محتوى الفكرة الوسواسية مسببًا للقلق، مثل اعتقاد المريض أنه صدم أحدًا بسيارته، ورغم كون المريض يدرك جيدًا أنها أفكار سخيفة غير منطقية، ولكن من كثرة إلحاح الفكرة داخل رأسه لا يتوقَّف القلق حتى يقوم بالفعل القهري الذي يُهدِّئ هذا القلق، ويكون الفعل القهري هنا هو الذهاب إلى المكان الذي ظنَّ أنه صدم به أحدًا كي يتأكَّد أنه لم يفعل ذلك.
وأحيانًا يكون الارتباط بين الفعل القهري والفكرة الوسواسية غير واضح، ولكنه ينبع من الاحتياج الداخلي، ومقاومته تسبِّب للمريض الكثير من القلق، لأن مريض الوسواس القهري لا يمكن مجادلته بالمنطق بتاتًا، وهناك من تكون لديهم أعراض الوسواس القهري، ولكن ليس بدرجة كبيرة يطلق عليهم حينها الشخصية الوسواسية، وهي عبارة عن مجموعة من السمات الشخصية التي لا ترقى إلى حد المرض، كما يمكن أن يأتي الوسواس القهري على عدة أشكال مثل: وساوس القذارة والتلوث، ووساوس الترتيب والدقة، ووساوس التخزين والاحتفاظ بالخردة القديمة، ووساوس جنسية أو وساوس دينية.
ومن الخرافات التي تقال عن مرض الوسواس القهري هي أنه مرض يصعب الشفاء منه، بل ووصفه البعض بسرطان الأمراض النفسية، وهذا بالطبع خاطئ، إذ يعد العلاج السلوكي ركنًا أساسيًّا في علاج الوسواس القهري، ويتم تناول العلاج الدوائي عندما تكون أعراض الوسواس شديدة، وتؤثر في الحياة اليومية، والوسواس القهري مثل أي مرض آخر، ولو تم تناوله بالشكل الصحيح من حيث طريقة ومدة العلاج، سيستطيع كثير من المرضى الوصول إلى الشفاء، أو السيطرة الكاملة على الأعراض، كما يستجيب مرضى الوسواس القهري للمساندة ممن حولهم، لأنهم يدخلون في نوبات من القلق والاكتئاب لإحساسهم بالعجز عن السيطرة على حياتهم ومحتوى دماغهم، وسُمِّي الوسواس وسواسًا بسبب لا منطقيته، ولأنه قهري يقهر إرادة المصابين به ويجعلهم أسرى أدمغتهم، بلا أمل في الحرية.
الفكرة من كتاب الرجل الذي لم يستطع التوقُّف.. دليلك النفسي للتعامل مع الوسواس القهري
الوسواس القهري هو أحد الأمراض النفسية التي يعانيها الكثيرون، بل ويفقدون الأمل في الشفاء منه، لأنه يأتي على هيئة أفعال لا إرادية يصعب على الشخص الفرار منها، بل ويخيَّل إلى المريض به أن هناك أصواتًا تدور داخل عقله تعذبه إن لم يفعل كل شيء كما يخبره وسواسه، أو يرى أن دماغه ونفسه ينقلبان ضده ليصبح في النهاية بعيدًا عن نفسه، وغريبًا عن أقرب الناس إليه.
ولذا صديقي مريض الوسواس سيكون هذا الكتاب هو دليلك للقضاء على الوسواس، وقهر الشخص المتنمِّر الموجود بداخل رأسك مخبرًا إياك بألَّا تتوقَّف، كما سيجعلك هذا الكتاب تفهم أفكارك الوسواسية، وتعرف منشأها، وكيف تتعامل معها، وتكون أنت المعالج السلوكي لذاتك لتتحرَّر من قيد الوسواس القهري، وتنعم بحياة طبيعية لا يعكِّر صفوها شيء.
مؤلف كتاب الرجل الذي لم يستطع التوقُّف.. دليلك النفسي للتعامل مع الوسواس القهري
منال الدغار: طبيبة وكاتبة مصرية، وهي استشاري أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي وعلاج الإدمان، حصلت على الدكتوراه في الصحة النفسية، ودراسات عليا في الطب النفسي الجنسي والعلاقات الزوجية، كما قامت بكتابة العديد من المقالات عن تبسيط الطب النفسي في عدد من الجرائد مثل الأهرام والشروق، وهي عضو نشط في العديد من الجمعيات الخيرية اللاحكومية، وسفيرة للنوايا الحسنة بقطاع التعليم بالأمم المتحدة، ولها مساهمات عديدة في التوعية النفسية والمجتمعية.
من أبرز أعمالها:
زوجات خائنات.
الحب منك وإليك.
طيور لن تهاجر ثانيةً.
مدينة الأحلام الملعونة.