الوزارة
الوزارة
بعد استشهاد الملك فيصل، ومع التغييرات الوزارية التي جرت عندها، بدأت أولى تجارب غازي القصيبي بصفته وزيرًا للصناعة والكهرباء في سن الخامسة والثلاثين بعد عام ونصف من إدارة السكة الحديد، ويستفيض الكاتب في كتابه بالحديث عن كواليس تطوير خدمات الكهرباء القائمة بالفعل، إلا إنه قد اعتبر إدخال الكهرباء إلى القرى النائية أولويته المطلقة، ويرجع هذا إلى سببين: الأول، أن إدخال الكهرباء إلى قرية نائية هو إدخال تلك القرية إلى قلب الحياة الجديدة، فبدخول الكهرباء تأتي الأجهزة الكهربائية ويأتي الهاتف، والسبب الثاني هو تجربة الكاتب نفسه في الطفولة في الإحساء حيث لم تكن الكهرباء قد دخلت إلى البلد النائي، ومن ثم أتى انبهاره بالكهرباء حين انتقل إلى البحرين مع أسرته.
في مجال التجارة، كان المشروع الذي اعتبره الكاتب المفضَّل له هو “سابك” التي عاصرها منذ البداية ومثَّلت فلسفته في الإدارة كما لم تمثِّلها أي مؤسسة أخرى، وأنشئت “سابك” لتكون شركة مساهمة تجارية للصناعات الأساسية تعمل وفقًا للأسس التجارية على أن تباع أسهمها للجمهور في المستقبل. أما عن إدارة “سابك” فقد تشكَّلت من الشباب السعودي العامل، وبالتحديد من مركز الأبحاث والتنمية الصناعية، وحرص غازي القصيبي على أن تبقى الإدارة بيد الشباب السعودي كقرار أساسي في مسار سابك.
أخيرًا وليس آخرًا نتحدث الآن عن تجربة الكاتب مع وزارة الصحة، وقد تولَّاها بالنيابة لمدة عام بداية من عام 1982م/ 1402ﻫ، ومن ثم بالأصالة لنصف العام التالي، وهنا يتحدَّث الكاتب عن هذه التجربة كأكثر الفترات كآبة في حياته لعدة أسباب؛ أولها الخوف من المسؤولية، وثانيها المناظر اليومية الفاجعة، وآخرها ألم القرارات الصعبة، فعلى عكس إيمانه بالإدارة بالأهداف اضطرَّته وزارة الصحة إلى الإدارة بالأزمات.
الفكرة من كتاب حياة في الإدارة
كما يصفه الكاتب فإن “حياة في الإدارة” هو سيرة إدارية وليس بسيرة ذاتية، فعلى عكس السير الذاتية التقليدية لا يتحدَّث الكاتب هنا عن ميلاده ووالديه وأبنائه سوى باقتضاب، وإنما يستفيض في الحديث عما تعلَّمه من تجاربه المختلفة كإداري، وعن رؤيته الشخصية لمفهوم الإدارة، ويترك نصائحه للإداريين الناشئين خلال الكتاب.
في هذا الإطار، يبدأ الكاتب حديثه عن بداية تلمُّس الطفل لتأثير الإدارة بمجرد أن يدرك أن حياته ككائن تعتمد كليًّا على قرارات يتخذها الآخرون، ثم يكتمل تصوره عنها حينما يبدأ رحلته الدراسية في المدرسة، عندها يلاحظ الطفل من خلال مدرِّسيه ومديريه الشخصيات والمشكلات الإدارية المختلفة، وتبقى معه هذه الملاحظات إلى ما بعد حياته الدراسية وخلال حياته العملية.
وبعد ذلك يروي غازي القصيبي تجاربه مع البيروقراطية كطالب جامعي ومع التكنوقراطية كوزير، ويتحدَّث كذلك عما أسماه أسلوبه الهجومي في الإدارة خلال فترات عمادته للكلية وإدارته للسكة الحديد، وخلال توليه وزارتي الصناعة والكهرباء والصحة، ثم ينهي كتابه بالحديث عن تجربته كسفير للمملكة العربية السعودية في البحرين، وفي المملكة المتحدة.
مؤلف كتاب حياة في الإدارة
كان عميدًا لكلية التجارة بجامعة الملك سعود، ورئيسًا لهيئة السكة الحديد قبل أن يصبح وزيرًا للصناعة والكهرباء، ومن ثم وزيرًا للصحة، ثم سفيرًا للمملكة بالبحرين ثم في المملكة المتحدة قبل أن يعود إلى الوزارة مرة أخرى وزيرًا للمياه والكهرباء ثم أخيرًا وزيرًا للعمل، وتُوفِّي في عام 2010.
كان عميدًا لكلية التجارة بجامعة الملك سعود، ورئيسًا لهيئة السكة الحديد قبل أن يصبح وزيرًا للصناعة والكهرباء، ومن ثم وزيرًا للصحة، ثم سفيرًا للمملكة بالبحرين ثم في المملكة المتحدة قبل أن يعود إلى الوزارة مرة أخرى وزيرًا للمياه والكهرباء ثم أخيرًا وزيرًا للعمل، وتُوفِّي في عام 2010.
من مؤلفاته: رواية “شقة الحرية”، وكتاب “حياة في الإدارة”، وكتاب “من هم الشعراء الذين يتبعهم الغاوون؟”، أما أعماله الشعرية فمنها قصيدة “رسالة المتنبي الأخيرة إلى سيف الدولة”، وقصيدة “القلم تم بيعه وشراؤه”.