الوزارة
الوزارة
نُقل الدكتور البَهي ليتولى وزارة الأوقاف في سبتمبر عام 1962، ولما أعلن رغبته في البقاء في الجامعة أصر عليه السيد علي صبري، وقد علم لاحقًا من بعض العاملين في الرئاسة، أن سبب نقله هو لعدم تمكينه من النشاط في الجامعة.
ولما تولى الوزارة كانت أملاك أوقاف المسلمين تم تسليمها للدولة تتصرف فيها تمهيدًا لتغييب هويتها مستقبلًا، والتدخُّل في عوائدها وتوزيعها، وكان هذا القانون استكمالًا لخطوات الاستعمار في علمنة مصر وإضعاف الدين فيها، من تدخُّل في التعليم، وإلغاء المحاكم الشرعية، وقد استثني من ذلك الأوقاف القبطية إرضاء للكنيسة، ولما طلب الدكتور البهي نقلًا عن بدوي باشا إلى السيد علي صبري رغبتهم في استعادة أملاك أوقاف المسلمين، كما استثنيت أملاك الأوقاف القبطية، انفعل ووضح أن هذا مرفوض تمامًا، فحاول الدكتور البهي المحافظة على تلك الأوقاف بتسجيل حججها.
وقد وجد الدكتور البهي أن أمامه في الوزارة عدة رسالات ليعمل عليها وهي: الدعوة في المساجد، ورسالة الأزهر في المعاهد الدينية، ورسالة الجامعة، ورسالة الدعوة في الخارج، فكان من أعماله العناية بالأئمة في شأنهم الوظيفي، ورفع مرتباتهم، ووضع مشروع بناء مساكن الأئمة في القرى، ووجه عناية خاصة للقسم العلمي في المعاهد الثانوية.
وكان المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية من أجهزة الدعوة التابعة للوزارة، وكان قد أُسند إلى الملازم محمد توفيق عويضة وظيفة سكرتير مساعد للمجلس، والذي تولى في الأوقاف الإشراف على فرع المخابرات في الدائرة الثالثة وهي الدائرة الإسلامية التي ألحقت بوزارة الأوقاف للتستر على أهدافها، ولتنفق من أموال البر على مصالحهم الشخصية من دون مساءلة، وكان الدكتور البهي يرى أن تصرُّفات هذا المجلس هي أكثر ما رآه في حياته امتهانًا لأموال المسلمين، فسحب من عويضة سلطاته ومنع أي صرف من أموال البر قبل العرض عليه، وقُدِّم إلى النيابة العامة بناء على طلبه وبإعداد الإدارة القانونية 48 قضية في هذا المجلس ما بين تزوير واختلاس وأكل أموال المسلمين بالباطل.
الفكرة من كتاب حياتي في رحاب الأزهر.. طالب وأستاذ ووزير
يأخذنا هذا الكتاب في حياة عالم ومفكر ووزير، بدءًا من كُتَّاب قريته في مصر، إلى ألمانيا ثم العودة والتدريس، ثم توليه إدارة جامعة الأزهر ثم الوزارة وانتهاءً بالعزلة، عاصر الملكية، والحرب العالمية الثانية، وثورة 52 والتغيرات الكبيرة التي حدثت في مصر بعدها، حياة رجل عُرف بشدَّته لأنه لم يكن يحابي أحدًا، وتعرض للعزلة بسبب مواقفه من الشيوعية، وهُدِّد فلم يزده ذلك إلا ثباتًا وقوة في الحق.
مؤلف كتاب حياتي في رحاب الأزهر.. طالب وأستاذ ووزير
د. محمد البَهي: أستاذ جامعي ومفكر ومؤلف مصري، ووزير سابق، ولد عام 1905، تخرج في قسم البلاغة والأدب في الأزهر، حصل على الدكتوراه في الفلسفة وعلم النفس في ألمانيا، درَّس الفلسفة وعلم النفس في عدد من الجامعات المصرية، وكان أستاذًا زائرًا في عدد من الدول العربية والأجنبية، عُيِّن مديرًا لجامعة الأزهر، ثم وزيرًا للأوقاف وشؤون الأزهر، وتوفي في العاشر من سبتمبر عام 1982.
له العديد من الكتب في الفلسفة الإسلامية، والعقيدة، والسلوك، والمجتمع والفكر الإسلامي، وتفسير القرآن الكريم، وقد قاربت مؤلفاته السبعين كتابًا ورسالة، من أبرزها:
الدين والدولة من توجيه القرآن الكريم.
الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي.
الإسلام في حل مشاكل المجتمعات الإسلامية المعاصرة.
طبقية المجتمع الأوروبي، وانعكاس آثارها على المجتمع الإسلامي المعاصر.