الوجود والعدم
الوجود والعدم
يشير الدكتور مصطفى محمود إلى أننا إذا كنا ندرك أننا في وجود فلا بدَّ أن هناك عدمًا، ولكنه ليس بالمعنى الحرفي أي أنه ليس معدومًا ولكنه عدمٌ له حضرة سالبة، كما أن الوجود هو حضرة موجبة كالظلمة والنور، وكل حقيقة في العدم لها قابلية الوجود، فإما أن تطلب من الله الوجود والنشأة (كالإنسان) ومنها ما لا يطلب، وكل ذات منّا كانت تحمل حقيقتها معها ووصفها ونيتها وقابليتها للخير أو الشر، فما أن تطلب من الله الوجود حتى يمنّ الله عليها بذلك ويعينها على ما كانت عليه سلفًا، كل حسب نيته.
إذا أراد العبد تغيير ما هو عليه بتدخل من الله فيتضرع له ويتوسل بالقلب والدعاء﴿قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ﴾.
وقد قال العارفون إن الله حاضر في جميع الموجودات كما أن جميع الموجودات كانت في علمه، ولكنه غيْرها ومتعاليًا عليها جميعًا، لكن العباد يختلفون في فهم ذات الله وصفاته على قدر استعداده للتقبل والسير إلى الله، فالله عز وجل بعد إيجاد الحقائق يعطي لها قالبها في الحياة الذي تستحقه ثم يهديها ويواصل إمدادها ويجدد خلقها آنٍ بعد آن ﴿مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا﴾، هكذا هي علاقة الله بالمخلوقات، ولو تخلى عنها لعادت عدمًا كما كانت.
الفكرة من كتاب الوجود والعدم
يتحدث الكاتب في هذا الكتاب عن علاقة الله عز وجل بالبشر وسائر الموجودات وكيف أوجد البشر من العدم، كما يوضح كيفية فهمنا واستيعابنا لأسماء الله وصفاته، مشيرًا إلى مسألة التسيير والتخيير وإرادة الإنسان بشكل فلسفي عميق، ثم يتحدث عن آداب التقرب والسير إلى الله، ويذكر الكثير من مبادئ الصوفية وأقوالهم وآرائهم في هذا الشأن.
مؤلف كتاب الوجود والعدم
مصطفى محمود، فيلسوف وطبيب وكاتب مصري. وُلِد في الـ27 من ديسمبر 1921.
تميز أسلوبه في الكتابة بالجاذبية مع العمق والبساطة، وألَّف 89 كتابًا منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية، منها: أناشيد الإثم والبراءة، وسقوط اليسار، والقرآن كائن حي.
توفي في الـ31 من أكتوبر عام 2009، عن عمر ناهز الـ 87 عامًا.