الواقع الافتراضي
الواقع الافتراضي
الواقع الافتراضي هو العالم الذي يوجد في الفضاء الإلكتروني، ونشأ عبر الإنترنت على أرض الواقع باستخدام أجهزة مادية ملموسة، تشتمل على الملايين من المحطات الأرضية والحواسيب والأبراج الهوائية | wi-fi، وأجهزة الراوتر ومئات آلاف الأميال من الأسلاك والألياف البصرية.
وحاليًّا أصبح العالم الحقيقي متشابكًا مع العالم الافتراضي، إذ تحولت كل المعلومات اللغوية والبصرية والسمعية إلى شفراتٍ رقمية تتكون من أصفار وآحاد، تُنشَر بواسطة الهواتف الذكية كتغريدة على تويتر أو فيديو على يوتيوب أو منشور على فيسبوك، واستمرت التقنية الرقمية في تعزيز ذلك التشابك حتى تعمق التفاعل بين البشر والآلات، ووصل إلى مستويات عالية من تحويل البشر إلى كائنات إلكترونية “سايبورج”، تحاكي وجوه وأعضاء الجسد كما يحدث في الألعاب الرقمية وأجهزة الواقع الافتراضي، مثل: نظارات جوجل والحواسيب المزروعة التي تتحكم في موجات الدماغ وتربطه بالآلة.
لقد أدى هذا التطور إلى ظهور مذهب “ما بعد البشر | post-human”، الذي يعني اكتساب الإنسان بعض صفات الآلة، والتحرر من جسده بالوجود داخل الفضاء الإلكتروني، وقد تطور ذلك الاعتقاد إلى حد الطموح بتحميل أدمغتنا لنكون موجودين بعد الموت. وعلى الرغم من اتهام الواقع الافتراضي بتهديد العلاقات الإنسانية الفطرية، وانهيار التفاعل الاجتماعي، فإننا نتجاهل جوانبه الإيجابية كإسهامه في إحياء الثقافة الوطنية، ومساعدة المهاجرين على التواصل مع أوطانهم، وتكوين مجتمعات جديدة على الإنترنت ساعدت المعزولين جغرافيًّا على التواصل مع العالم الخارجي.
الفكرة من كتاب الحياة الرقمية: الثقافة والسلطة والتغير الاجتماعي في عصر الإنترنت
الثورة التقنية هي الثورة الرابعة في وسائل إنتاج المعرفة، وقد تبعت الثورات الثلاثة في اللغة والكتابة والطباعة، وأحدثت في مجتمعاتنا تغيرات وتطورات هائلة أربكت عقولنا، فبعض الأشخاص متيمون بالتقنيات الرقمية الحديثة وقدراتها العظيمة، وآخرون يشعرون بالذعر من كونها بداية نهاية العالم الإنساني، لكن معظمنا ما زال يتساءل إلى الآن: هل ستعمل الثورة الرقمية على تحسين حياتنا أم إفسادها؟
إن هذا الكتاب لا يهدف إلى الجزم بإيجابيات التطور الرقمي أو العكس، بل يتعمق داخل التغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية الناتجة عن انغماسنا في العالم الرقمي، كما يلقي الضوء على دور التقنيات الرقمية، كالإنترنت والألعاب الرقمية والتعليم الإلكتروني في حياتنا، ويناقش جوانبها الإيجابية والسلبية كافة بحيادية تامة ،كي نتفادى مخاطرها ونحقق الاستفادة القصوى منها فنجعل عالمنا أفضل.
مؤلف كتاب الحياة الرقمية: الثقافة والسلطة والتغير الاجتماعي في عصر الإنترنت
توماس فيرنون ريد: أستاذ الدراسات الإنجليزية والأمريكية بجامعة واشنطن، وأستاذ زائر بجامعتي يورك وتورونتو، من مؤلفاته:
The Art of Protest.. Culture and Activism from the Civil Rights Movement to the Streets of Seattle.
معلومات عن المترجمة:
نَشْوَى مَاهِر كَرَم الله: حاصلة على الدكتوراه من كلية البنات جامعة عين شمس قسم أصول التربية، ترجمت عدة مؤلفات منها: “خرافة الزعيم القوي”.