الواقع
في واقع الحياة ثمة خدمات طبيّة رقمية كثيرة مُستخدمة بالفعل، فعلى سبيل المثال، في ولاية بنسلفانيا يُمكن لزوار موقع وزارة الصحة أن يستعرضوا معلومات خاصّة بالأمراض الأساسيّة، وتقديم استمارات التسجيل في دورات تدريبيّة عن خدمات الطوارئ الطبيّة، كما أن عديدًا من الولايات تُقدم الخدمات ذاتها أو أكثر، لكنّ المُشترك بين هذه المواقع هو عدم وجود إعلانات تجاريّة، أو تضمين غير مُباشر لمُنتجاتٍ طبيّة في محتواها، وذلك لأنهّا عادةً ما تحظى بدعمٍ حكوميّ، مما يضع المواقع الربحية في مُقارنة خاسرة مع المواقع العامّة، إذ يظهر الفرق جليًّا في عدم السعي إلى الربح الماديّ، فتتأثر المصداقيّة، وثقة المُستهلكين بالمواقع الخاصّة أو غير الربحيّة، ويصعب الطريق في معرفة دقّة المعلومات الطبيّة المُقدمة من خلال هذهِ المواقِع.
وقد اقترح أنصار الحركة التكنولوجيّة تقنين السلوكيات المطلوبة للبوابات الإلكترونيّة الطبيّة لمُجابهة أزمة الثقة الحاصلة، ومن المؤسسات التي تبنّت هذا التقنين مؤسسة الصحة على الإنترنت (HON)، والمواقع التي تخضع لمعايير المؤسسة يُمكنها أن تضع ختم المؤسسة تأكيدًا للثقة بالمحتوى المعروض، لكن ما حدث في الواقع هو حصول عددٍ ضئيلٍ من المواقع الصحيّة التجارية على ختم موافقة المؤسسة، مما أكدّ صعوبة الوثوق بمحتواها، بالإضافة إلى عجز المعلومات المُقدّمة في أغلب المواقع التجاريّة في الصفحة التي بعنوان “عن الموقع | About Us”، التي يُكشف فيها عن الجهات الرامية والداعمة لهذا الموقع، مع الوضع في الاعتبار وجود عجزٍ في إتاحة المواقع التجاريّة عن نظيرتها الحكوميّة للمُستهلكين الذين يُعانون الإعاقات الجسديّة، وذلك لغيابِ الدّافِع، إذ إن الغرض الرئيس لها هو الربح، لا المُساواة.
أمّا في ما يخصّ سهولة القراءة للمحتوى الطبيّ، فقد تفوقت المواقع الربحيّة على المواقع العامة بشكلٍ طفيف في سهولة اللغة التي يُعرض بها المحتوى الطبيّ، غير أنّ المواقع الربحيّة والحكوميّة تساوت في المحتوى، والخدمات، والبيانات المُقدّمة فيها، أمّا في ما يتعلق بالخصوصيّة والأمان، فقد واجهت المواقع الطبيّة بشكلٍ عام أزمة عدم تلبية الحدّ الأدنى من معايير الأمان، ومع ذلك فقد أظهرت المواقع العامّة تقدمًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، إذ تحظر 20% منها استخدام ملفات الارتباط “Cookies”، في مقابل 0% من المواقع الربحيّة.
الفكرة من كتاب الطب الرقمي: الرعاية الصحية في عصر الإنترنت
لقد أصبح الإنترنت من الضرورات الحياتيّة في هذا العصر، وقد أثّر في عديد من المجالات الحيويّة في حياة البشر، كالتعليم، والطبّ، والمُعاملات الحكوميّة في عديد من الدول، ويختصّ هذا الكتاب تحديدًا بمناقشة التطوّر الرقمي في الرعاية الطبيّة، التي تخضع بشكلٍ رئيس لعوامل كثيرةٍ ومُتشعّبة، كالسياسة والاقتصادّ، حتى إنّ الأوضاع الاجتماعيّة للدول تتحكم في كفاءة وتطوّر الرعاية الصحيّة، وقد ناقش الكتاب وضع الرعاية الصحيّة وعلاقتها بالتطوّر التكنولوجي في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة، ثم انتقل إلى المقارنة بين عديد من الدول الأوربيّة الأخرى وبعض الدول الإفريقيّة.
مؤلف كتاب الطب الرقمي: الرعاية الصحية في عصر الإنترنت
داريل إم. ويست: عالم سياسية أمريكي وُلد في أكتوبر عام 1954م، وحصل على شهادة البكالوريوس من جامعة ميامي في العلوم السياسية عام 1976م، ثم حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة إنديانا عام 1978م وعام 1981 م، له عديد من المؤلفات منها:
The Future of Work: Robots, AI, and Automation
Turning Point: Policymaking in the Era of Artificial Intelligence
إدوارد آلان ميلر: كاتب ومؤلف، وهو أستاذ مساعد للخدمات الصحية والسياسات والممارسات في كلية الصحة العامة بجامعة براون، وأستاذ ورئيس قسم علم الشيخوخة وزميل معهد علم الشيخوخة في كلية John W. McCormack للسياسة والدراسات العالمية. ومن مؤلفاته:
Block Granting Medicaid: A Model for 21st Century Health Reform
Federal and State Initiatives to Integrate Acute and Long-term Care: Issues and Profiles
معلومات عن المُترجم:
نائل الحريري: طبيب وكاتب ومُترجم سوريّ، تخرّج في جامعة حلب وحصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير من كُليّة الطبّ، له عديد من الكُتب المُترجمة مثل:
كتاب تونيز: الجماعة والمجتمع المدني.