الهويات الناجحة لا تُبنى على التأثير فقط
الهويات الناجحة لا تُبنى على التأثير فقط
تلجأ العديد من الشركات والعلامات التجارية إلى جعل الموضوعات الاجتماعية وقضايا حماية البيئة في مركز اهتمامها لكسب الجمهور وضمان التفوق، لكن بناء الهوية بالاعتماد على التأثير الاجتماعي لا يُعد ضمانًا للنجاح على المستوى البعيد، والسبب في ذلك راجع إلى عدّة نقاط، أولًا: “أن ابتكار هوية حول نموذج خيري، قد يعرض الشركة للنقد اللاذع”، ومثال على ذلك: أقامت شركة “تومز” الأمريكية المصنعة للأحذية مشروعًا تجاريًّا اعتمد على التبرع بزوج من الأحذية للأطفال في دول العالم النامية مقابل كل زوج تبيعه الشركة، وروجت في حملاتها التسويقية لنموذج (واحد مقابل واحد)، ونجحت الشركة في جذب كثير من الزبائن والعملاء، لكن في ما بعد تعرضت إلى هجوم شديد، والسبب في ذلك أن المنتجات التي تتبرع بها تؤدي إلى قتل الصناعات المحلية في الدول النامية، ومن ثمَّ زيادة البطالة، ما وُصف بأنه مخالف للمبادئ التي كانت تدعو إليها الشركة.
ثانيًا: “أن المقترح الذي تظنه الشركة ذا أهمية كبيرة، قد لا يكون كذلك بالنسبة إلى الجمهور”، وتطبيقًا على ذلك أطلقت شركة “تاتا” الهندية مشروع سيارة تدعى “نانو” في متناول الجميع، إذ تبلغ قيمتها 1500 دولار أميركي، لكن أصيب المشروع بالفشل، ولم يُلبِّ توقعات الشركة، والسبب في ذلك هو رفض الناس شراء سيارة يحسب الجميع أنها للفقراء، ثالثًا: “أن يكون التأثير الذي تسعى إلى تحقيقه أصعب من المتوقع”، فمثلًا: طرحت علامة الشكولاتة الهولندية “تونيز تشوكولونلي” عام 2005م منتجًا مكتوبًا عليه (خالٍ من العبودية بنسبة 100%)، لكن لم تستطع الشركة أن تفي بضمان خلو سلسلة التوريد من العبودية، لذلك غيرت غلاف الشكولاتة مرَّة أخرى، وكتبت عليه “نعمل معًا لأجل التخلُّص من العبودية”.
رابعًا: “أن العمل على إنشاء هوية مبنية على حُسن النية قد يُنسي الشركة موضوع المنافسة على أساس الجودة”، فطرح منتج ما له منافع اجتماعية وبيئية لكن لا يعمل بنفس كفاءة وجودة المنتجات الأخرى سوف يحكم عليه بالفشل، لأنه لا يُلبي احتياجات الجمهور ورغباته ومن ثمَّ فإن حسن النية يجب ألا يُنسيك معايير الجودة، خامسًا: “أن المنفعة الاجتماعية والمستديمة لن تميِّز شركتك للأبد” فعندما تنتشر السلع المصنعة، تظهر السلع العضوية، لكن في يومٍ ما سوف تتخذ الشركات نفس النموذج المحافظ على البيئة والصحة، ومن ثم فإن الاعتماد على هذا الجانب وحده على المدى البعيد خطة تعتريها المخاطر كوضع البيض كله في سلة واحدة.
الفكرة من كتاب ابتكر هوية للتغيير: دليل لرياديي الأعمال الاجتماعيين والمغيرين والمنظمات غير الربحية والمبتكرين المشاكسينابتكر هوية للتغيير: دليل لرياديي الأعمال الاجتماعيين والمغيرين والمنظمات غير الربحية والمبتكرين المشاكسين
يلجأ الأشخاص والشركات إلى التسويق أو الحملات الإعلانية أو التأثير الاجتماعي، من أجل جذب الجمهور إلى الخدمة أو المنتج الذي يقدمونه، لكن في ظل تشابه السلع وقربها في الجودة، أصبحت هناك حاجة ملحة إلى عامل آخر يحقق الميزة التنافسية، وفي هذا الكاتب تستعرض الكاتبة مفهوة الهُوية، وتشرح كيفية بنائها وتطويرها للأشخاص والشركات والمشاكسين من صانعي التغيير.
مؤلف كتاب ابتكر هوية للتغيير: دليل لرياديي الأعمال الاجتماعيين والمغيرين والمنظمات غير الربحية والمبتكرين المشاكسينابتكر هوية للتغيير: دليل لرياديي الأعمال الاجتماعيين والمغيرين والمنظمات غير الربحية والمبتكرين المشاكسين
آن ميلتنبيرغ: درست التصميم في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة، وفي بداية حياتها عملت مصممة لدى عدد من الوكالات العالمية، ثم مخططة استراتيجيات، ثم عملت مديرة إبداعية، ولديها خبرة لأكثر من 12 سنة مطوّرة هُويات في مناطق كثيرة حول العالم، وفي عام 2014م، أسَّست “ذا براندلينغ” من أجل التركيز حصرًا على الأفكار والمنتجات والخدمات المكرَّسة للتغيير المجتمعي والبيئي بواسطة التفكير في بناء الهُوية.