الهوليجانز ضد كرة القدم الاستهلاكية
الهوليجانز ضد كرة القدم الاستهلاكية
منذ الثمانينيات سعت السلطات والشركات الكبرى إلى تحويل كرة القدم إلى منتج استهلاكي صالح لمشاهدة كل أفراد العائلة، وبدخولنا عصر العولمة خفّت حدة الهويات والتقسيمات الاجتماعية بين جماهير الأندية، وكمحاولة للارتداد عن هذا الوضع ظهرت في بريطانيا حركات الهوليجانز أو المشاغبون، وهي عصابات لها ثقافتها الخاصة وترفض الانصياع للقوانين المنظِّمة للرياضة، ودائمًا ما يصحب ظهورها انتشار الشغب والعنف داخل المباراة وخارجها، وتعددت محاولات المحللين لتحليل وفهم تلك الظاهرة التي أصبحت عالمية، مواجهةً السياسات الأمنية والقانونية المستحدثة التي تهدف إلى السيطرة على أجواء مباريات كرة القدم.
وانتقلت عدوى الهوليجانز من بريطانيا إلى إيطاليا وخصوصًا ناديَي تورينو ونابولي، اللذين وقفا أمام تسليع الرياضة في التسعينيات، فانخرط نادي تورينو في العمل السياسي وذوّب الحدود الفاصلة بين ملعب كرة القدم وما يحدث خارجه، في حين كانت جماهير نادي نابولي تعشق فتاها الأرجنتيني مارادونا إلى حد التقديس، ولم تؤثر في نظرتها إليه كل العقوبات والفضائح التي خاضها الأرجنتيني، فيكفيها فوزه بكل شيء مع نابولي.
تمثل الحل الوحيد أمام السلطات في مراقبة كل شيء، فأسرعت إلى عملية رقمنة نظام التشجيع، فامتلكت كل بيانات المشجعين الممكنة لتتمكن من ضبط المدرجات، وهو ما أحدث صدامًا كبيرًا في إسطنبول بين الألتراس والسلطات، بسبب اتجاه الألتراس اليساري المعارض إلى النظام المحافظ، كما رفض محاولات السلطة للسيطرة على كرة القدم، واستخدام الأندية واجهاتٍ سياسيةً للأحزاب، وأخيرًا اتهمت السلطات القائمين على كرة القدم بالتربح والفساد.
الفكرة من كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم
يصف عشاق الساحرة المستديرة محبوبتهم بأنها أكثر من كرة قدم، ودائمًا ما يُستخف برأيهم وبمقدار الاهتمام الذي يولونه تجاه جلد مدور، طارحين السؤال التقليدي “ماذا قدمت كرة القدم إلى العالم؟”.
وللإجابة عن هذا السؤال سنجوب حكايات التاريخ المختلفة، من بريطانيا إلى إيطاليا وحتى مصر، لنرى كيف كانت كرة القدم تمنح الناس هامشًا للتنفس بحرية تحت حكم ديكتاتوريات عسكرية، ونعرف ماذا يمكن أن تفعل الجماهير العاجزة في المدرجات، وإلى أي حد كانت كرة القدم تسمح لهم بالحلم بحياة أفضل.
مؤلف كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم
ميكائيل كوريا: صحفي في أهم جريدة رقمية فرنسية مستقلة “ميديا بارت mediapart”، وله عديد من الإسهامات الصحفية مع جرائد أخرى مهمة مثل: “لوموند ديبلوماتيك” و”لوكانار أونشينيه”، بالإضافة إلى كونه أحد مؤسسي مجلة النقد الاجتماعي CQFD، ومن كتبه:
– جرائم المناخ: تحقيق حول الشركات متعددة الجنسية التي تحرق كوكبنا.
معلومات عن المترجم:
محمد عبد الفتاح السباعي: رئيس قسم الشؤون الخارجية بجريدة الأخبار اليومية، كما أنه يعمل مترجمًا فوريًّا في عديد من القنوات الرياضية المصرية، وقد عمل مراسلًا رياضيًّا في كأس الأمم الإفريقية عام 2008م، ومن كتبه المترجمة من الفرنسية إلى العربية:
لوثر ومحمد: بروتستانتية أوروبا الغربية في مواجهة الإسلام من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر.
عنف وسياسة في الشرق الأوسط، من سايكس بيكو إلى الربيع العربي.