الهولوكوست النازي والأمريكي
الهولوكوست النازي والأمريكي
تصر أمريكا على التشنيع بالهولوكوست النازي وجعل الألمان والعالم يدفعون ثمن تلك الجريمة، وهناك مئات المؤلفات والدراسات التي تناولت الأمر، وتم فرضه عالميًّا في وعي الشعوب وإرهاب كل من يحاول التشكيك فيه، فالمسؤولون يُحاسبون وتُشوَّه سمعتهم، وتعوض فئة وحيدة من الضحايا _وهم اليهود محترفو احتكار المآسي_ بأرض أخرى وهي فلسطين، ويتناسى الجميع بعد كل ذلك مصير أربعمائة أمة كانت تسكن الولايات المتحدة الأمريكية ومائة واثني عشر مليون نفس تعرضت للإبادة في سبيل مجد أمريكا، بل ويتم تكريم المسؤولين عن هذا الهولوكوست الأمريكي وجعلهم أيقونات مقدسة!
فأندرو جاكسون الذي خلدت صورته على العملات وجسدته مئات التماثيل تحت قبة الكونغرس وأمام البيت الأبيض كان يفتخر أنه سلخ جلود الهنود الحمر ودبغها ليصنع بها أعنة للخيل، وكان يأمر بقتل كل نساء وأطفال الهنود الحمر، وجورج واشنطن وُضعت صورته أيقونة على عملة الدولار وصُنع له آلاف التماثيل وهو الذي كان يأمر قواته بتدمير كل ما يجدونه دون أي شفقة؛ فدمَّر خمسًا وعشرين مدينة من أصل ثلاثين لهنود السينيكا في أقل من خمس سنوات، لكنهم على ما يبدو لم يكتفوا بإبادة الشعب، فهم يريدون أيضًا محوه من الذاكرة!
وقد تشابه الألمان والأمريكيون في إيمانهم بأن الاكتفاء الذاتي يتطلَّب التوسع على حساب بقية الشعوب، فاستقلال الشعوب الأخرى أمر ينظر فيه حسب حاجتهم الاقتصادية، فهم يؤمنون بحق التضحية بالآخر، وكانت خططهم على ما يبدو متطابقة، حتى كانت الحربان العالميتان كما يرى تايلور الاستراتيجي البريطاني منافسة عنيفة على من سيرث عرش بريطانيا: أمريكا أم ألمانيا النازية رغم أن الهولوكوست الأمريكي كان الأكثر وحشية ودموية من الآخر النازي.
الفكرة من كتاب أميركا والإبادات الجنسية
يعثر الكاتب بالمصادفة على وثيقة وضعها الدكتور الأمريكي هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي عام 1974 بتوجيه من الرئيس جيرالد فورد تضع خطة لتعقيم نساء ثلاث عشرة من دول العالم الثالث من ضمنها مصر في خلال خمسة وعشرين عامًا، وبعد ثلاثة أعوام بدأت الحكومة الفيدرالية الإجراءات العملية، ورصدت الميزانية والوسائل الكافية لتعقيم ربع نساء العالم، واللائي كُنَّ في تقديرهم في ذلك الوقت خمسمائة وسبعين مليون امرأة!
عرَّف الكاتب فكرة أمريكا بأنها “احتلال الأرض واستبدال شعب بشعب، وثقافة وتاريخ بثقافة وتاريخ”، وهي نفسها الفكرة التاريخية لإسرائيل، شعب الله المختار المستحق وحده البقاء!
مؤلف كتاب أميركا والإبادات الجنسية
منير العكش: باحث وأستاذ الإنسانيات ومدير الدراسات العربية في جامعة سفك في بوسطن، حاز عام 1983 وسام أوروبا لحوار الحضارات، وهو مؤسس ورئيس تحرير مجلة جسور.
ألف وترجم أكثر من 22 كتابًا بالعربية والإنجليزية، ويعد من أبرز الباحثين العرب في الدراسات الأمريكية، ومن أبرز مؤلفاته:
تلمود العم سام.
هكذا تكلم محمود درويش.
أميركا والإبادات الثقافية.
أميركا والإبادات الجماعية: حق التضحية بالآخر.