الهند
مرَّ تاريخ الهند بثلاثة عصور؛ أولها العصر الهندوسي، وفيه هاجرت الشعوب الآرية من الفرس وأواسط آسيا إلى شمال الهند وعملوا بالزراعة وتميَّزوا بالترابط الاجتماعي، وكان من بين ملوكه الإمبراطور “أسوكا” الذي نشر مذهب بوذا في الهند، والعصر الإسلامي أقيمت فيه دولة المغول بقيادة “بابر”، وامتازت بالقوَّة والرفاهية وتشييد المباني الفاخرة، والعصر الإنجليزي قام فيه الأوروبيون بنشاطات تجارية في الهند وتأسَّست شركة الهند الشرقية وتدخَّلت في السياسة، وأصبحت تتحكَّم في الأمور السياسية والتجارية.
الهند كثيرة السكان متعدِّدة اللهجات، إذ يتكلَّم سكانها (٢٢٢) لهجة، ولديهم خمسون لغة للكتابة، والهنود أكثر الناس تديُّنًا، وتتعدَّد معتقداتهم من الدين البراهمي إلى عبادة الطبيعة وتقديس الحيوانات، وكل أعمالهم وتصرُّفاتهم مرتبطة بالدين، ولديهم آلهة متعدِّدة ومعابد كثيرة، والهند بها الكثير من الخرافات، وينتشر الجهل بسبب تعدُّد اللغات والطبقات والقرى، وعدم تعليم النساء وطبقة المنبوذين.
الهند بها خطر كبير لنشر الأمراض كالملاريا والكوليرا، ورغم أن بعضهم قد اكتسبوا مناعة ضد هذه الأمراض، فإنهم يظلون حاملي المرض لغيرهم، ويموت منهم كثيرٌ من الناس.
في الهند يكون البقر طليقًا يتحرَّك في كل مكان، إذ يقدِّسه الهندوس ويعتبرون قتله أو ضربه حرامًا، وبعضهم يمسك بذيلها حين الموت طلبًا للجنة، ويقدِّسون منتجاتها، وهي اللبن والسمن واللبن المتجبِّن والروَث والبول، ويخلطونها معًا ويشربونها وقت الصلاة لتطهِّرهم من الذنوب، ويعتبرون من يأكل لحمها نجسًا ولا يصافحونه باليد، ويزيِّنون البقر بالعقود والألوان، وعلى الرغم من ذلك فإنهم لا يهتمون بتغذيتها ويقتصرون على ما تأكله في الطرقات، ويستخدمونها في جرِّ العربات، ويعذبونها في أثناء حلبها بإدخال عصاة في الدبر وتحريكها لينزل المزيد من اللبن.
الفكرة من كتاب جولة في ربوع آسيا بين مصر واليابان
يأخذنا الكاتب في رحلته إلى آسيا التي بدأت في يونيو عام ١٩٣٢، وانتهت بعودته في سبتمبر لنعيش معه ما يراه من جمال الطبيعة وغريب العادات، وما خلَّفته الحضارات والأمم من آثار، ويعرض كل ذلك بنظرة مصرية في أثناء تنقُّله بين بلاد الهند والملايو واليابان وكوريا والصين.
مؤلف كتاب جولة في ربوع آسيا بين مصر واليابان
محمد ثابت: رحالة مصري، خريج مدرسة المعلمين العليا، وكان مُعلِّمًا للمرحلة الثانوية، وتم تعيينه في وزارة التربية مراقبًا للنشاط الاجتماعي، وعميدًا لمعهد المعلمين الابتدائي في الزيتون، وكان محاضرًا في المواد الاجتماعية بكلية النصر.
جمع في مؤلفاته بين الجغرافيا والتاريخ السياسي وعلم الاجتماع، وكان ذلك بغرض تعليمي ووطني لتسير مصر والدول العربية على خطى تلك الدول، ومن مؤلفاته: “جولة في ربوع أوروبا.. بين مصر وأيسلندا”، و”رحلاتي في مشارق الأرض ومغاربها”، و”نساء العالم كما رأيتهن”.