الهمة والطريق إليها
الهمة والطريق إليها
الهمَّة في اللغة تعني الباعث على الفعل، وهي صفة كأي صفة لها علوٌّ وهبوط، وتُعرَف الهمة اصطلاحًا بأنها استصغار أكابر الأشياء التي يستصعبها عوام البشر، كما عرفها ابن القيم بأن علوَّها -أي علو الهمة- حيث لا تقف النفس دون الله ولا تتعوَّض عنه بشيء سواه ولا تبيع الفوز برضاه بملاهي الدنيا الفاسدة، وما من قائد إلا وعلم أمر الهمة كالفاروق (عمر رضي الله عنه) حين قال: “لا تُصغِّرن همَّتك، فإني لم أرَ أقعد بالرجل من سقوط همَّته”.
والهمَّة إذا نظرنا إليها كصفة فهي كباقي الصفات قد يهبها الله لبعض عباده دونًا عن بقية خلقه، وعلى من رُزِق هذه النعمة أن يُنميها ويرعاها دون إهمال وترك، ثم تصبح بذلك همَّة كسبية أي مُطوَّرة وزائدة، وهي تشبه بذلك باقي الصفات البشرية كالذكاء وحسن الخلق.
ويجب أن نستحضر فكرة أن الناس مختلفون في مطالبهم وأهدافهم ونظرتهم إلى الحياة، وكذلك في مستوى الهمم التي توصِّلهم إلى مُبتغاهم، وما أكثر أولئك الذين يمضون عمرهم في التمنِّي دون السعي، فأولئك ليس لهم همَّة ولا هدف، أما ذوو الهمم فنوعان؛ أولهما الذي تأخذه همته بقوة ولكن لأمورٍ منتهية تعلِّقه بالدنيا، والآخر هو الذي تأخذه همَّته إلى مكسب الدنيا والآخرة ورضا الله.
وها هو الكاتب يضرب الأمثلة عن الصحابي ربيعة بن كعب الأسلمي (رضي الله عنه) لما أخبره الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن يسأله ما يريد، فكان طلبه مرافقته في الجنة، وهذا أبو هريرة (رضي الله عنه) لما سأله النبي (صلى الله عليه وسلم) عن سبب عدم طلبه الغنائم مثل أصحابه، فردَّ عليه أن طلبه هو أن يعلِّمه مما علَّمه الله، ولم يُسقِط أبو هريرة حرفًا مما حدَّثه به النبي الكريم بعدها.
الفكرة من كتاب الهمة طريق إلى القمة
يعيش الإنسان أيامه بأقدارٍ كُتِبَت له، فيتمنى أشياء في حياته تشغل باله فيركض نحوها تارةً، ويملؤه التسويف تارةً أخرى، وإذا ركض انهمك كالآلة حتى ينسى أصله والغاية الكبرى من وجوده في هذه الحياة، ولكن ما الذي يحرِّكنا نحو أهدافنا حقًّا وكيف ننمِّيه ونجعله إيجابيًّا يأخذنا نحو القمة الحقيقية التي نكون بها إضافةً إلى أنفسنا وأمَّتنا وديننا؟ إنها الهمَّة.
مؤلف كتاب الهمة طريق إلى القمة
محمد حسن عقيل موسى الشريف، داعية إسلامي سعودي متخصِّص في علم القرآن والسنة، بالإضافة إلى كونه طيارًا مدنيًّا في الخطوط الجوية العربية السعودية، وأستاذًا جامعيًّا.
ومن أهم مؤلفاته: “أثر المرء في دنياه”، و”مقياس العمل المؤثر”، و”المرأة شؤون وشجون”، و”الأمن النفسي”، بالإضافة إلى عشرات المجلدات التاريخية والقرآنية والدعوية.