الهدف المقصود
الهدف المقصود
عند النظر إلى الفروق الجذرية بين الناجحين والمتقنين لأعمالهم مقارنة بأشخاصٍ آخرين ليسوا على الدرجة نفسها، يفوز المتقنون، وذلك لأن الأشخاص المتقنين لأعمالهم يطبقون “التمرين المُتعمَّد” لما يقومون به، وليس كما نظن بأن الأمر يرجع إلى امتلاكهم قدرات غير عادية، فهذا التمرين يحتاج إلى الكثير من الجهد والانضباط والوعي بأهميته، حتى يكون دافعًا قويًّا لنا في الانتقال من درجةِ إتقانٍ إلى أخرى، وتعد الاستمرارية في محاولة الانتقال هذه نوعًا من الإنجاز الذي ننشده، والذي يتعطّل بدوره إذا كان تركيزنا منصبًّا فقط على الحصول على السعادة الفورية، ولكن هل تساءلت ما هو “التمرين المُتعمَّد”؟ وهل يختلف عن “التمرين المنتظم” أم أنهما مترادفان؟
نقول بأن “التمرين المُعتمّد” تمرين يقوم على نوعٍ معين من الممارسة، يسعى لتحقيق هدفٍ غير فوري بطريقةٍ ممنهجة ومنظمة، ويختلف النوعان بالطبع، فـ”التمرين المنتظم” قد يتضمن تكرارًا لا فائدة منه بخلاف الأول.
فعلى عكس ما نعتقده بأننا نحتاج دائمًا إلى الكثير في حياتنا لنستطيع أن ننجز، إلا أننا في الحقيقة لا نحتاج إلا إلى القليل الذي يقدم لنا فائدة فعلًا، كي نستطيع التركيز فيه ومن ثم نصل إلى النجاح، مصداقًا لمثلٍ قديم يقول: “يمكنك أن تنجز أي شيءٍ، فقط إذا توقفت عن محاولة إنجاز كل شيء”.
الفكرة من كتاب وهم الإنجاز: كيف يتحرك العامة وماذا يحفزّهم؟
شروعك في قراءة هذه الأسطر الآن دليل مبين على أن أمر الإنجاز يشغلك، فمن منّا لا يريد أن يكون منجزًا في حياته؟ ولكن، هل فكرنا يومًا هل ما يشغلنا بالفعل الإنجاز في ذاته أم مجرد الشعور بالإنجاز؟
لا تخفى علينا جميعًا حقيقة أننا البشر نميلُ بطبيعتنا إلى كسب أكبر قدرٍ ممكنٍ من كل ما نريد، دون رغبةٍ حقيقةٍ منّا ببذل مجهودٍ يذكر في سبيل ذلك، فنبحث عن أسهل الطرق لأداء كل شيء، ونُخلّد إنجازاتنا الماضية ونعيش على أثرها دون رغبةٍ في إنجاز المزيد. يتناول الكاتب مسألةً أسماها “وهم الإنجاز”، وهي تعادل في نظره مجرد الشعور بالإنجاز، وليس العمل الحقيقي الملموس واقعيًّا، يعرض لنا القضية ويفصلها في جزأين من الكتاب، ويحاول في الجزأين الآخرين أن يعالجها، لعلّنا نصلُ بصحبته إلى نقطة انطلاقٍ تغيّر مِنّا وفينا إلى الأفضل.
مؤلف كتاب وهم الإنجاز: كيف يتحرك العامة وماذا يحفزّهم؟
أحمد مُشرف: مدّون ومؤلف سعودي معاصر، بلده الأصلي المدينة المنورة، وإقامته الحالية بمدينة جدة، مؤسس شركة “توثيق” المتخصصة بتوثيق الخبرات والتجارب، يهتم بالكتابة عن سيكولوجية الإنسان، وعن الفن والفنانين، له مدونة إلكترونية تحمل اسم amoshrif.com.
من مؤلفاته:
ثورة الفن: كيف يعمل الفنان وكيف يعمل الآخرون؟
مدوان: عن العمل والفن وسيكولوجيا الإنسان.
مئة تحت الصفر: عمار أحمد شطا.. تحولاته ودروسه وعن مستقبل الأجيال.