الهجرة إلى الله ورسوله
الهجرة إلى الله ورسوله
كل عام في موسم الحج يتسابق المسلمون من شتى بقاع الأرض لزيارة بيت الله الحرام في مكة، والعجيب أن الفقراء يتسابقون أكثر من الأغنياء، ولا شك في أن الرحلة شاقة ومكلفة.
وقد يتساءل البعض: لماذا مشقة الهجرة في رحلة الحج، والله أقرب إلينا من حبل الوريد كما قال في كتابه؟!
بالفعل هو قريب منا جدًّا وحولنا في كل مكان وفي كل وقت، ولكننا مشغولون على الدوام بغيره، نقيم دونه الحجب والحواجز التي تجعل الطريق إليه طويلة؛ لذلك كانت الهجرة ذات المشقة إليه، والهجرة على الأقدام وتكبد المشقات والنفقات هي وسيلة مادية للتخلص من هذه الشواغل وكسر الحواجز وتفريغ القلب لذكر الله وإيقاظ الحواس كلها.
ويشير الكاتب إلى أن الحج خروج، خروج من أسمائنا إلى أسماء الله، ومن اعتدادنا بأنفسنا إلى الاعتداد بالله، ومن عبودية الأسباب كالمال والسلطة إلى عبادة رب الأسباب وحده لا شريك له، ومن حولنا إلى حول الله وقوته، ومن إرادتنا إلى إرادته سبحانه، وكل ذلك توضيح لمعنى حديث سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: “من خرج يريد الطواف فقد خاض في الرحمة”.
ويقول: وإذا نظرنا في طقوس الحج من هذا المنظور فنجد أن حلق الرأس هو حلق الكبرياء عن العقل، والذبح والأضحية هو ذبح النفس الموافقة للشيطان، ورمي الجمرات هي رمي لعيوب النفس وخطاياها، وملابس الإحرام البيضاء البسيطة جدًّا هي تجرد من مظاهر الزينة والكبرياء، فقط قطعتا قماش أبيض كالذي نلف فيه عند ولادتنا وعند وفاتنا. قمة التجرد من كل شيء يعلقنا بالأرض لنستعد لرحلة العروج إلى السماء.. سماء الله الواحد الأحد.
الفكرة من كتاب الطريق إلى الكعبة
يناقش الكتاب عدة أفكار رئيسة، منها معنى الهجرة إلى الله، والمعنى الحقيقي لتوحيد الله، وكيف تكون عبادة كالحج في مضمونها إشارة إلى توحيد الله، واحتوائها على رمزيات كثيرة تعد الشخص للهجرة إلى الله، وترك كل شيء يجره إلى الأرض.
مؤلف كتاب الطريق إلى الكعبة
مصطفى محمود، طبيب وكاتب مصري، وُلِدَ في الـ27 ديسمبر (كانون أول) عام 1921، وتوفي في 31 أكتوبر (تشرين أول) عام 2009. درس الطب ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألّف العديد من الكتب التي تتراوح بين القصة والرواية الصغيرة إلى الكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية.
من أهم مؤلفاته: “نار تحت الرماد – علم النفس القرآني – في الحب والحياة – على حافة الانتحار – السؤال الحائر”.