النيوليبرالية
النيوليبرالية
نشأت النيوليبرالية نتيجة الاعتقاد بأن العديد من جوانب الفكر الليبرالي، وخصوصًا مبدأ اللا تدخل، لم تعد ذات صلة بالرأسمالية، وحتى الأفكار الليبرالية التي كانت تقدمية في القرن التاسع عشر، أصبحت مصدرًا للعديد من المشكلات الاجتماعية والسياسية، ومن الجدير بالذكر أن النيوليبرالية مثلها مثل الإدارة، فهي مشروع سياسي مُحمل بأوهام اقتصادية، وتهتم النيوليبرالية بالروابط الاجتماعية والتعاونية، وتوضح أن للسوق دورًا في تعزيز هذه الروابط، ومع ذلك تؤكد على أهمية تغذية هذه الروابط من خلال الحفاظ على المنافسة،
وتعتمد على ثلاثة مفاتيح رئيسة في تعاملها مع السوق، وهي: التدخل النشط في السوق، وضرورة القيادة النخبوية، وأولوية المنافسة كمبدأ، ويختلف مفهوما التدخل والمنافسة باختلاف الحالة الاجتماعية، لذا فلا يوجد ما يُعرف بالنيوليبرالية العالمية، إذ توجد داخل الحركة نفسها جدالات حول ما يجب أن تكون عليه، إذ يتم تنظيم المجتمعات وإعادة تركيبها عبر الزمن، ونتيجة لذلك نحصل على النيوليبرالية الألمانية التي بنت اقتصاد ما بعد الحرب، أو نيوليبرالية المجتمع الجيد.
وأدى ظهور النيوليبرالية إلى أزمات جديدة، تجلت في الهجمات الحادة للنقابات العمالية، والدعوات المناهضة للسوق، إذ كانت كل فئة -بداية من الفلاحين إلى رجال الأعمال- تحاول فرض السوق على الآخرين، وإبعاده عن نفسها، وكان أكبر تهديد للنيوليبرالية يتمثل في الطبقة العاملة، بسبب قدرتها على استخدام قوتها العددية ضد السوق، مما مثل تهديدًا للحرية، واعتبرت الديمقراطية خطيرة لأنها تمكن الأغلبية من التصويت، سواء كانوا اشتراكيين أم شيوعيين، كما أدت إلى وجود فجوة أخلاقية بين الاقتصاد والسياسة، وتوضح النيوليبرالية معارضتها للديمقراطية الليبرالية، إذ كان هدفها الأهم هو إنقاذ الرأسمالية وليس بالضرورة الديمقراطية، وبناءً عليه يجب أن تُشكَّل الطبقة العاملة لتتناسب مع شكل السوق، كما يجب دمج الاقتصاد في السياسات النيوليبرالية.
الفكرة من كتاب الجانب المظلم من الإدارة: التاريخ السري لنظريات الإدارة
قدمت الإدارة نفسها بوصفها قوة منظمة للإنتاج، واحتياجًا أساسيًّا لتنظيم السوق، أو هذا ما كان ظاهرًا حينها، إذ تَمثل جوهر الإدارة في شن الحرب على الطبقة العاملة، وزيادة السيطرة على السوق، وعلى الرغم من كل ما تلقناه عن العلوم الإدارية، فإن هذا الجانب المظلم غالبًا ما يُنسى، أو بالأحرى يُتناسى.
فما الجانب المظلم من تاريخ الإدارة؟ ومن وراء ظهور الإدارة بوصفها منهجًا للسوق؟ وكيف كان الوضع قبلها؟ وهل للنظام الرأسمالي دور في خلق الإدارة؟ يجيب كتابنا عن هذه الأسئلة وغيرها الكثير.
مؤلف كتاب الجانب المظلم من الإدارة: التاريخ السري لنظريات الإدارة
جيرارد هانلون: محاضر في مادة العلوم الإدارية بكلية الملكة ماري، جامعة لندن، وله عدة أبحاث تشمل نظريات علم الاجتماع، وطبيعة المجتمعات السوقية، والعلاقة بين الدولة والسوق، والاقتصاد السياسي، والمنظمات المهنية، وعلم الاجتماع الصناعي، وله مؤلفات عدة، أهمها:
Lawyers, the State and the Market: Professionalism Revisited
The Commercialisation of Accountancy: Flexible Accumulation and the Transformation of the Service Class
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.