النور الذي بداخلنا
النور الذي بداخلنا
لماذا لا نستطيع التعبير عن الحب، أو نمارس التسامح؟ التعبير عن الحب يعني القدرة على رؤية أكثر احتياجات الآخرين خصوصية وسرية، والتعامل معها باهتمام كما لو كانت احتياجاتك أنت، وأما التسامح فيتيح لك إزاحة الحمل الهائل من المشاعر التي تراكمت بمرور سنوات من الآخرين ومن نفسك ومن الحكم عليها وعليهم لتتمكَّن في النهاية من ترك الأمور تتحرر من داخلك.
إن الحب يخلق التسامح، وحب النفس والآخرين يمكننا من تلقي المشاعر ومنحها، والعودة إلى المركز الروحي بداخلنا، فالتسامح اختيار ولكن الحب احتياج، وإذا تمكنا من الحصول على احتياجنا فلن يتبقى ما يدفعنا إلى الكره وعدم التسامح، بل سنقوم حينها بالاختيار الصائب وهو التسامح الذي ينقلنا إلى القبول.
فالقبول نتيجة للتسامح؛ قَبول أنك لا تستطيع التغيير، ولم يكن بإمكانك تغيير مجريات الأحداث، وأن تقر بعجزك وضعفك وتقبله ثم تسامح نفسك والآخرين، والانتقام لا يسبب الشعور بالراحة، وكذلك جلد النفس، ولكن التعبير عن الحب وممارسة التسامح والقبول تفعل ذلك، وهذا لا يعني مبادلة الإهانة بالإحسان، بل أن تتقبل ما حصل وتسامح وتفكر كيف تتعامل بما هو أفضل في المستقبل؟ وتمتن لما حصل لأنه صنع ما أنت عليه الآن. فالامتنان يعدُّ نتيجة للقبول؛ قبول اختيار الحب على الكراهية والتسامح على الانتقام، فالامتنان يدفعك إلى العمل، فالحب ليس عاطفةً وحسب، فشارك بمشاعرك وارجع إلى من تحب وقدم لهم أفعال الحب والحنان، إذ لا يمكنك التسامح دون حب، ولا أحد باستطاعته معرفة ما يدور في ذهنك من غير أن تقوله.
ومن هنا يخلق الامتنان السعادة التي لا يمكنك الحصول عليها لو أكملت على حالتك المدمرة من العداء والقلق والكره، وأكثر ما ينفعك هو التركيز دون الانجراف وراء المشاعر، فالتركيز يجعل قلبك وعقلك مجتمعين معًا بطاقة الحب، ويمحو أي توتر بشأن تلبية احتياجاتك ومن هنا ستكون أكثر تقبلًا وتفهمًا، فالغضب والاستياء يبقيانك في الظلام والحب والتسامح ينيران الطريق، فعبر عن الحب لتحصل على السلام.
الفكرة من كتاب الوصايا اليومية الست
إن التعبير عن الحب يعني القدرة على رؤية أكثر احتياجات الآخرين خصوصية وسرية، والتعامل معها باهتمام كما لو كانت احتياجاتك أنت..
هذا الكتاب يرشدك إلى تحقيق التوازن بين الرفاهية والغاية، أي بين الطموح المهني والربح المادي من جانب، والإنجاز الشخصي والمعاني العميقة للحياة من جانب آخر، وبمعنى أدق: يرشدك إلى المنطقة الوسطى بين الإنجاز المادي والإنجاز الروحي دون إضافة أي التزامات تثقلك. من خلال ستة مبادئ أو استراتيجيات بسيطة من شأنها تغيير حياتك ومساعدتك على تعزيز رؤيتك الشخصية وتبني منظور إيجابي كل يوم، والتواصل مع ذاتك الداخلية، وبوسعك دمج هذه المبادئ أو التركيز على واحد منها فقط إن كان وقتك لا يسمح ولا مسؤولياتك، بالتركيز عليها جميعًا، المهم أن تعمل بجدٍّ وتركيز.
مؤلف كتاب الوصايا اليومية الست
جون تشابلير John Chappelear: كاتب يتمتع بخبرة ثلاثين عامًا في الإدارة التنفيذية وإقامة المشروعات، وقد أسس شركته الأولى في واشنطن العاصمة وهو في الثلاثين من عمره، وظهر في البرامج التليفزيونية والإذاعية المحلية والقومية التي تسعى على الدوام إلى استضافته.
له كتابات كثيرة في الصحف والمجلات بجميع أنحاء البلاد، فضلًا عن عضويته في مجالس إدارات العديد من المؤسسات الخدمية وغير الهادفة إلى الربح، وقد تلقى خطاب إشادة من الرئاسة الأمريكية تقديرًا لالتزامه تجاه مجتمعه.