النمو.. مزية أم كارثة؟
النمو.. مزية أم كارثة؟
تشير توقعاتنا في معهد هدسون إلى أن الأرض ستكون بحاجة إلى 150 عامًا فقط حتى يعم اقتصاد ما بعد التصنيع كل أرجائها وسيحدث ذلك في الفترة من 2026م إلى 2175م، وبعدها ربما سيحول الإنسان اهتمامه إلى إنشاء مجتمعات ما بعد التصنيع في المجموعة الشمسية والنجوم، أما عن الظواهر التي يحذر منها أصحاب النزعة المالتوسية كالمجاعة وندرة الموارد الطبيعية والازدحام السكاني والفقر وتلوث البيئة، فيمكن اعتبارها ظواهر وقتية ولا تعبر عن مصير الإنسان المحتوم.
مهلًا.. من أين لنا هذا التفاؤل؟
يمكن القول إن تصور النمو في المستقبل يخضع لنموذجين، الأول هو المالتوسية الجديدة التي تذهب إلى أن النمو السكاني الفوضوي ونفاد الموارد الطبيعية ينبئ بكارثة ماحقة، وأن التكنولوجيا والنمو يمهدان الطريق لتلك الكارثة، ويذهب النموذج الآخر إلى أن النمو السكاني وإن كان مروعًا فإنه في طريقه نحو الثبات، وأن الموارد وإن كانت محدودة فإن التقدم العلمي سيخلق موارد جديدة ويحل المشكلات التي “لا يمكن حلها” -وهو الرأي الذي نعتقده- لذلك سنجعل هدفنا من الكتاب عرض سيناريو مقبول عن “النمو العالمي الذي لا يقودنا إلى كارثة”.
الفكرة من كتاب العلم بعد مائتي عام: الثورة العلمية التكنولوجية خلال القرنين القادمين
ضمت سبعينيات القرن الماضي ضربات قاصمة، تجارب مميتة وتكنولوجيا مدمرة وموارد محدودة وأفواهًا جائعة تتزايد باطراد، وعلى الصعيد السياسي ظهرت حركات تحرر وسباقات تسلح وحرب نووية يوشك أن يُشعَل فتيلها، واكتملت الظلمة بأزمة البترول التي افتعلها العرب، أو هكذا يرى الكاتب.
هذا التسلسل السريع للأحداث عدَّه البعض جرس إنذار لإقناع العالم بتغيير وجهته، وعدَّه الآخرون مجرد خوف مفرط ومبالغة في الحذر، وكان كاتبنا من النوع الأخير.
الكتاب أصدره معهد هدسون في السبعينيات إبان احتفال أمريكا بمرور مئتي عام على استقلالها، يبدي وجهة النظر الأمريكية على المخاطر التي شغلت الرأي العام تلك الفترة، كمخاطر النمو السكاني والتكنولوجي ونفاد الطاقة والموارد الطبيعية وتلوث البيئة.
مؤلف كتاب العلم بعد مائتي عام: الثورة العلمية التكنولوجية خلال القرنين القادمين
هيرمان كان: عالم فيزيائي ورياضي ومؤسس ومدير معهد هدسون للأبحاث.
وليام براون: عالم فيزيائي درس في جامعة كاليفورنيا، متخصص في الاستراتيجية العسكرية ومهتم بدراسات الطاقة وموارد البيئة.
ليون مارتل: عالم سياسة درس العلاقات الدولية والسياسة السوفيتية في جامعة هوفتر، وله تجربة في المخابرات العسكرية والسياسة، ومهتم بدراسات الأمن القومي الأمريكي.
معلومات عن المترجم:
شوقي جلال: تخرج فـي كلية الآداب جامعة القاهرة قسم الفلسفة وعلم النفس عام 1956م، وترجم للمكتبة العربية أكثر من اثني عشر كتابًا في الفلسفة وعلم النفس، وله عدة أعمال منها:
بافلوف وفرويد.
الأصوات والإشارات.
إفريقيا في عصر التحول الاجتماعي.