النمو بعد الصدمة
النمو بعد الصدمة
قد يحدث لأيٍّ منا صدمة من فقدان شخص عزيز أو الإصابة بمرض خطير أو غير ذلك، ولكن التغير الذي نتحدث عنه يكون بعد مثل هذه الصدمة، فهناك من يتطوَّرون ويرتقون، وهناك من ينكرون الصدمة أو يستسلمون نفسيًّا للاكتئاب.. وإلخ.
ولكي تكون ممَّن يتطورون ويرتقون بعد الصدمة لدينا بعض النصائح لتنتقي منها ما يناسبك، مع العلم أن هذه النصائح لا تُغني عن المعالج النفسي، ولكنها تساعد وتسهِّل، وأولى هذه النصائح: كن اجتماعيًا! فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه، ووجودنا مع الناس يشكل ركيزة أساسية لصحتنا النفسية، وفي دراسة وجد العلماء أن الذين مروا بصدمة وكانوا اجتماعيين يحبون التواصل مع الآخرين، حدث لهم نمو ما بعد الصدمة من تطور وارتقاء.
والنصيحة الثانية: املك زمام نفسك! أي أن تقوم بقراءة واقعك وتعديل أفكارك تجاه نفسك وحياتك كي تستطيع تخطِّي الصدمة، أما الثالثة: تعامل مع الصدمة عبر مواجهتها ومعايشة مشاعرها لتنتهي، أو عبر تجنُّبها لتخفيف حدتها -مع الوعي بوجودها وعدم إنكارها- ثم معايشتها بعد أن تقل حدتها.
والنصيحة الرابعة: كن متفائلًا بأن الأمور ستكون على ما يرام فهذا سيساعدك على تخطِّي الصدمة.
أما الخامسة فهي: أن تنفتح على تجارب جديدة سيساعدك على تطوير نفسك والتطوُّر والنمو بعد الصدمة. وأخيرًا السادسة: مساعدة الآخرين تساعد على النمو بعد الصدمة.
الفكرة من كتاب إنسان بعد التحديث
جيني وايلي فتاة لم تعِش طفولتها كالأطفال، فقد حبسها والداها طوال أعوام في غرفة دون أن تختلط مع أحد، أو تندمج مع العالم الخارجي، وحيدة تمامًا دون راديو أو تلفزيون أو ألعاب، أو إحساس بجو الأسرة. إلى أن جاء يوم ومرضت أمها وخرقت القاعدة واصطحبت جيني معها إلى المستشفى، فرأى أحد عمال الخدمة الاجتماعية تصرُّفات جيني المريبة، فاتصل بالشرطة وأبلغهم أن هذه الفتاة يحصل لها أمر مريب، فجاء رجال الشرطة وفتشوا البيت وانكشف الأمر وتم القبض على الأبوين.
ما يخصنا في هذه القصة هو أن جيني كانت موضع بحث وتجارب مهمًّا جدًّا لعلماء النفس والاجتماع، فقد وجد العلماء أن هناك مناطق لم تنمُ جيدًا في مخ جيني لعدم تمرين واستعمال هذه المناطق، وكانت تصرفات جيني أنانية وغريبة، فهي لم تعرف معنى المشاركة، وكانت تهتم بالأشياء أكثر من الأشخاص، وهذا ما عاشته حتى أصبح عمرها 13 عامًا، وهنا يثور التساؤل: كيف يتطور الإنسان منذ ولادته؟ قد يكون هناك إنسان أفضل من آخر في شيء ما لأن الظروف والعوامل ساعدته على أن يتطوَّر في هذا الشيء.. وهذا ما سيحدِّثنا الكتاب عنه.
مؤلف كتاب إنسان بعد التحديث
شريف عرفة: هو فنان الكاريكاتير، وكاتب في مجال التنمية الذاتية وعلم النفس الإيجابي.
حاصل على ماجستير علم النفس الإيجابي التطبيقي، وماجستير إدارة الأعمال تخصص إدارة الموارد البشرية، وبكالوريوس طب وجراحة الفم والأسنان.
درس إعداد البرامج التدريبية، وقدَّم عددًا من البرامج التلفزيونية، وحاضَر في العديد من الجامعات والمؤسسات الثقافية والاجتماعية والشركات، كما حصل على عدد من الجوائز وشهادات التقدير لأعماله.
تم ترشيحه لجائزة الصحافة العربية، وفاز بالمركز الأول عالميًّا في مسابقة “مانيسيا ميسير” للكاريكاتير الصحفي.
من مؤلفاته: “أن تكون نفسك”، و”لماذا من حولك أغبياء؟”، و”تخلَّص من عقلك”، وله ملخصات في موقع وتطبيق أخضر، منها هذا الكتاب الذي بين أيدينا، وكتاب “لماذا من حولك أغبياء؟”.