النمو الخُلُقي والنمو النفسي
النمو الخُلُقي والنمو النفسي
بداية من دخول الجامعة تتكون لدى الشاب مفاهيم محددة عن الصواب والخطأ، والحق والباطل، والفضيلة والرذيلة، فيصبح أكثر قدرة على التعامل مع المواقف المختلفة من خلال منظومة القيم لديه، دون ضغط من الخارج، وتلك هي المنزلة السادسة من مراحل النمو، إلا أن من أخطر المشكلات التي تواجه الشباب في هذه المرحلة ما يحدث من التسامح مع بعض السلوكيات غير الأخلاقية للوصول إلى إشباع بعض الحاجات، كالغش في الامتحانات، والاختلاط بين الجنسين، وبعض الممارسات من قبيل العيب والحرام كتبرُّج البنات، إلى جانب بعض المشكلات الأخرى كاعتقاد الشاب القدرة على تحديد الصواب والخطأ في أي فعل يفعله بعيدًا عن قيم المجتمع، وترجع أسباب هذه المشكلات إلى الرغبة في خوض التجارب، وبقايا المراهقة كمحاولة للفت الأنظار، ومحاولة إجبار الآخرين على الاعتراف بشخصه ومكانته، ومن ثم فإن الشباب يدخلون في صراع مع ثلاثة مجموعات من المفاهيم، الأولى: “المفاهيم الأخلاقية للراشدين”، الثانية: “المفاهيم الأخلاقية السليمة للمجتمع”، الثالثة: “مفاهيم الشباب الأخلاقية الخاصة”، إذ إن تعارضها يؤدي إلى توليد المشكلات، ومن ثم فإن اتحاد هذه المفاهيم الثلاثة يمنع الصراعات والمشكلات ويوصل إلى الهدوء النفسي المطلوب.
إن دمج مراحل النمو المختلفة ينتج لنا إما نفسًا سوية وإما منحرفة، وتعتبر جميعها خلفيات لتكوين هذه النفس، وهذه هي المنزلة الأخيرة من منازل النمو، إذ تتحدد النفس من خلال قضيتين: القضية الأولى “تحديد الهوية” وهو إدراك الإنسان نفسه على أنه شخص متوازن السلوك ومتميِّز عن الآخرين، وهناك ثلاثة أنماط للهوية: (الثقافة الأمريكية الغربية) حيث الفردية المطلقة، وفيها تتحدد الهوية من خلال تحقيق الذات الفردية والحرية، (الثقافة الشرقية اليابانية والصينية) حيث الجماعية المطلقة، وفيها تتحدد الهوية من خلال الوجود في النظام الاجتماعي، (الثقافة الإسلامية) وهي وسط بين الفردية المطلقة والجماعية المطلقة، إذ لا تجوز التضحية بأحد الطرفين على حساب الآخر، ومن سار وفق الهوية الصحيحة حقق النمو النفسي، وإلا كان العكس، أمراض نفسية وخلل في الشخصية، القضية الثانية “ضبط الانتماء” وهو النمو داخل الجماعة، ويتطلب من الشخص قدرًا من تحمُّل المسؤولية، وهنا نجد نوعين من الشباب، النوع الأول: الشباب الذين يريدون تغيير مجتمعاتهم ويسعون إلى ذلك بكل السبل المتاحة، والنوع الثاني: الشباب الذين يرفضون مجتمعاتهم أو ينسحبون منها أو الاثنين معًا، وشباب المنهج الصحيح هم الوسط بين قمّة الاهتمام ووسطية الرفض.
الفكرة من كتاب شباب بلا مشاكل.. رحلة من الداخل
يُبين الدكتور أكرم رضا في هذا الكتاب مراحل نمو الإنسان من الطفولة مرورًا بالمراهقة وصولًا إلى الرُّشد والكهولة، ويُبين أسباب المشكلات التي تواجه الشباب خصوصًا خلال مرحلة الرشد، وأسباب تأخر الرشد في هذا العصر، وكيف يصبح الشباب والفتيات ناضجين على جميع المستويات الجسمية والنفسية والجنسية والفكرية والمعرفية والخُلُقية والدينية والاجتماعية.
مؤلف كتاب شباب بلا مشاكل.. رحلة من الداخل
أكرم رضا، خبير أسري وتربوي وباحث ومفكر عربي، ويعتبر من أفضل استشاري التنمية البشرية وتطوير الذات في الوطن العربي، كما أن له العديد من النصائح التي يقدمها في مجال التربية، وبخاصة تربية المراهقين، ومجالات الشباب والأسرة والمرأة وإدارة الذات، من كتبه:
بيوت بلا ديون.
رفقًا بالقوارير.
بيوتنا في رمضان.
بالعقل والحب نلتقي.
على أعتاب الزواج.
ولا تنسوا الفضل بينكم.
كيف تبنين بيتًا سعيدًا؟
مجموعة رسائل من الحياة.