النمو الجنسي
النمو الجنسي
الجنس هو أساس فطري في الإنسان جُبِلَ عليه، وهو مفهوم أشمل من مصطلح النوع، ولغةً بمعنى الضرب من كل شيء، وهو جزء لا يتجزَّأ من حياة الإنسان حتى أصبحت التربية الجنسية مهمة في التربية لأنها تساعد الإنسان على فهم دوافعه النفسية والجسدية بشكل متزن، وتساعد الأطفال منذ الصغر على احترام جنسهم وأجسادهم، كما يدركون رغباتهم المباحة بشكل سليم وكيف يتعاملون معها.
وهناك بعض النظريات التي توضِّح بدايات الرغبة الجنسية، منها نظرية التحليل النفسي، وقيل فيها إن الإثارة الجنسية موجودة منذ ميلاد الطفل، وتُثار بوضوح في فترة المراهقة، أما النظرية الكلاسيكية فترى أن اللذة الجنسية تكمُن في الأنشطة المرتبطة بالفم عند المولود من خلال الرضاعة أو ملابسه أو مص إصبعه، ولكن غالب النظريات ترى الطفل بريئًا في الأمور الجنسية لكن على الأسرة الاهتمام بالنمو الجنسي.
ويرى علماء التحليل النفسي الكلاسيكي أن الانحرافات الجنسية عند البالغين سببها سلوكيات خاطئة منذ الصغر، لذا فعلى الأسرة مراعاة التالي: إعداد الطفل بعد مولده مباشرةً للتربية الجنسية من خلال الأذان في أذنه وحُسن تسميته وختانه، وتشجيع الحوار والأسئلة حول جسده وأعضائه التناسلية والإجابة عليه بحقائق دون عقاب، ولو زاد في عملية لمس أعضائه أو مصِّ إصبعه زِد من أنشطته اليومية، وعوِّده على النوم بمفرده في غرفته الخاصة بعد إتمامه العامين، والتفريق بين الأبناء عند النوم عند إتمامهم عشرة أعوام، وتعويدهم على النوم على الشقِّ الأيمن حتى لا تحدث إثارة جنسية نتيجة للاحتكاك والضغط على الأعضاء الداخلية للجسم، ما يُسبِّب أمراضًا جسدية، ولا بأس من أن يعبِّر كلا الوالدين عن الحب للآخر أمام أبنائهما من خلال القُبل العادية والسلام دون إثارة للمشاعر، وعند سن التمييز يجب تعليم الطفل آداب الاستئذان، وأوقاته، وهي: قبل الفجر ووقت الظهيرة وبعد العشاء، والسلام، أما عند البلوغ فعليه الاستئذان في كل الأوقات، ويتعلَّم ما يجب عليه فعله أو تركه كي يبني نفسه، وتجنيبه كل ما يثيره جنسيًّا داخل أو خارج المنزل، وعدم ارتداء ملابس كاشفة للعورة.
الفكرة من كتاب التربية الجنسية لأبنائنا
العلم نور والجهل ظلام، وتوابع الجهل ليست محمودة بالمرة، لذا حين يلح عليك طفلك بأسئلته الفضولية حول جسده وتمنعها عنه ظنًّا منك أنك تحميه في الحقيقة هنا الضرر أسوأ بكثير، ولم تكن حبال الجهل مُنجِّية أبدًا من قبل، إضافةً إلى الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي زادت من فرص المدخلات المشوَّهة للأطفال، فأول شيء تحمي به ابنك هو التحصين المعرفي والتربوي وليس المنع في المطلق، حتى في التربية الإسلامية من المهم جدًّا تربية الأبناء منذ الصغر على مفاهيم جسدية وجنسية لحمايتهم وتعليمهم طرق التعامل مع أنفسهم ومع الجنس الآخر، لذا فالتربية الجنسية لأبنائنا في العصر الحديث أصبحت أكثر ضرورة لتعليمها للأطفال والأهالي، وهذا ما يطرحه لنا المؤلفان في كتابهما حول مراحل النمو الجنسي ومظاهره وكيف تحمي ابنك من التحرُّش والاغتصاب، إضافةً إلى طرح مفاهيم حول التربية الجنسية ومقصدها التربوي.
مؤلف كتاب التربية الجنسية لأبنائنا
ابتسام محمود أمين: اختصاصية نفسية بأقسام الصحة النفسية بالسودان واستشاري نفسي ومدرب دولي في تنمية مهارات الذات ورفع كفاءة الاختصاصيين ومعلمي التربية الخاصة، سودانية الجنسية، تخرَّجت في جامعة عين شمس كلية الآداب قسم علم نفس، ثم حصلت على ماجستير التعليم الصحي من كلية الطب جامعة الجزيرة، وحصلت أيضًا على دكتوراه في علم النفس الطبي.
عبد الرحمن عثمان: اختصاصي نفسي ومرشد متعاون، حاصل على ماجستير في التوجيه والإرشاد، وأيضًا في علم النفس بكلية الطب جامعة الجزيرة، وهو رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة أم درمان الإسلامية، ونشر مجموعة من الدراسات العلمية بالمجلات المحكمة داخل وخارج السودان، وله عدة مقالات منشورة في مجلات تربوية منها: “التنشئة الثقافية وعلاقتها بتكوين الشخصية”، و”تأثيرات العولمة على الأسرة السودانية والإسلامية”.