النمو الإيماني لدى الطفل
النمو الإيماني لدى الطفل
للنمو الإيماني لدى الأطفال سمات من المهم للمربي أن يتفهمها لينطلق منها في تنشئة الطفل، وتعد الواقعية أولى تلك السمات، إذ يتخذ الطفل تصوُّراتٍ محسوسة لكل المعاني ويتدرَّج في تجريدها حتى يصل إلى الصورة الصحيحة في المراهقة، والسمة الثانية هي الصورية، ويقلِّد فيها الطفل العبادات شكلًا دون استشعار وينبغي استغلال هذه المرحلة لتعويده، وبعد ذلك النفعية إذ يعلم أن ما يفعله يكسب به حب والديه وثناءهما، وتأتي أخيرًا العصبية، إذ يتعصَّب الطفل لدينه بعاطفة لحاجته إلى الشعور بالانتماء.
أما سمات المربي فعليه التحلي بالرفق والرحمة، ونذكر هنا تنبيه النبي ﷺ للرجل الذي لم يُقبِّل أبناءه طول حياته إن من لا يَرحم لا يُرحم، وأيضًا الحلم والعفو، وعلى المربي أن يتحلى بالصبر وألاّ يتعجل النتائج فييأس أو يشعر بالفشل، ومن صفات المربي أيضًا العدل والأمانة والتقوى والإخلاص، وأن يكون له نصيب من العلم ومن الحكمة فيقدر الأمور حق قدرها، وأن يكون مؤمنًا بالعمل التربوي وأن يعمل على تطوير نفسه باستمرار.
وتنقسم الأسس التربوية إلى أساس معرفي وأساس عملي، ويتكون الأساس المعرفي من جزأين: علم وإيمان، فالإيمان هو ما يستقر في قلوب الأبناء من الأركان الستة، أما العلم فهو ما تتكون به المعرفة وتُبنى عليه الدوافع السلوكية وينقسم إلى عبودية وتطبيق وأخلاق، ويُنشَّأ الطفل على العبودية لله والتسليم له فتكون حياته وأحلامه وطموحاته كلها منطلقة من عبوديته لله (عز وجل)، ويعلم أن العلم بلا عمل لا معنى له وأن أساس الدين هو الخلق.
ومن أهم الوسائل التربوية القدوة الحسنة وهي من أعظم الأمور تأثيرًا في نفس الطفل، وقد نبَّه الرسول (عليه الصلاة والسلام) إلى ذلك في قوله “من قال لصبي تعالَ هاك ثم لم يعطه فهي كذبة” إشارة إلى أهمية الصدق مع الطفل حتى في الأمور الصغيرة كأن يعده بحلوى أو غيرها، بالإضافة إلى الموعظة الصادقة مباشرةً أو من خلال المواقف والقصص، وأيضًا الترغيب والترهيب أو الثواب والعقاب مع مراعاة تغليب كفة الترغيب فلا يروع الطفل، ومن المهم أيضًا التكرار والتعويد والحوار والمناقشة، واستخدام الكتب والوسائل التقنية الحديثة واستغلال الدوافع الفطرية لدى الطفل مثل حب اللعب والتعاون والتقليد والتمثيل، وأخيرًا الدعاء فالله وحده من بيده الهداية والصلاح.
الفكرة من كتاب أسئلة الأطفال الإيمانية
أين هو الله، ولماذا لا نراه، وما معنى الموت، ومن الجن، ومن الذي خلق الله؟
كثير من الأسئلة يطرحها الأطفال ويجد الآباء والمربون صعوبة في الإجابة عنها، خصوصًا مع ضغوطات الحياة وضيق الوقت، بيد أن الإجابة عن هذه الأسئلة مهمة للغاية، فالمفاهيم التي تُزرع في عقل الطفل في السنوات الأولى هي العامل الأساسي في تكوين شخصيته على المدى البعيد.
فالأطفال لديهم قدرة فائقة على التعلم إذا شعروا بالأمان وتعهَّدهم معلم حريص، ومن منطلق “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته” يقدم المؤلف التربية الإيمانية ومحاورها الضرورية والوسائل التربوية المساعدة، ثم يتطرق إلى نماذج عملية للإجابة عن بعض الأسئلة الشائعة من الأطفال فيما يتعلق بأركان الإيمان الستة.
مؤلف كتاب أسئلة الأطفال الإيمانية
عبد الله حمد الركف: كاتب وباحث في المجال الفكري والشرعي، تخرج في جامعة أم القرى بقسم العقيدة، ونال درجة الماجستير عن رسالة بعنوان “نظرية المعرفة الدينية عند عبد الكريم سروش: دراسة نقدية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة”، والكتاب الذي بين أيدينا صادر عن مركز دلائل المهتم بمواجهة المشكلات العقائدية، ضمن سلسلة “قضايا الطفل”.