النملة الغامضة
النملة الغامضة
في القرن العشرين أصبح هناك طرح رأسمالي يؤثر في مكانة الفرد في المجتمع، وجعل هذا الأمر الكاتب أن يطرح سؤالًا مهمًّا “ما قيمة حياة الإنسان؟ وكم يملك الكائن الإنساني من فردانية فعلًا؟”، كان لهذه الأسئلة ارتباط بمدى علاقة فردية النمل بمنهجية العمل داخل المستعمرة.
ومن هنا دار جدال مهم بين عالميين متخصصين في مبحث النمل والتاريخ الطبيعي، وهما العالمة “ديبورا جوردن”، والعالم “إي. أو. ولسون”، وكان محور الجدل والاختلاف بينهما حول حجم المرونة والفردانية في سلوك النمل، وتوضح ديبورا هنا أن النمل يعرف ماذا يفعل لأنه قادر على تطوير حياته الوظيفية بأشكال مختلفة مع العوامل المتغيرة داخل المستعمرة، أما ولسون يعتمد قول إن النمل لا يعرف شيئًا وأنه يفعل هذه الوظائف بناء على العامل الوراثي منذ خلق.
أثبت أن النمل يتمتع بأسلوب تحفيز جماعي ينقل من وضع الكسل إلى النشاط عن طريق الاتصال، ويعد هذا الأسلوب منظمًا بشكل دقيق، ما يعيد التفكير والنظر في سلوك النمل ومرونته، ورغم هذا ما زال الجدل بين ديبورا جوردن وإي ولسون قائم على مناظرات علمية مختلفة وغير متقابلة، ولا يزال مستمرًّا حول الطبيعة السلوكية للنمل ومدى أهميتها في الحياة، حيث استطاع من خلال هذه السلوكيات إحداث تغير أخلاقي وثقافي وفكري وعلمي ساعد كثير من الباحثين على إحداث نقلة آلية أسهمت في التطوير وظهور الذكاء الاصطناعي للأجيال القادمة.
الفكرة من كتاب النمل – التاريخ الطبيعي والثقافي
نقر جميعًا بالحدود المرسومة لكل مكان وجد على الخريطة الطبيعية للعالم، إذ أصبح للإنسان مع مرور الزمن حدود لا يستطيع تجاوزها وفقًا لقوانين الطبيعة أو قوانين الإنسان الآخر، ولكن من العجيب أن نجد كائنًا آخر يملك بعض الصلاحيات التي امتلكها الإنسان دون باقي الكائنات الحية الموجودة على الأرض!
يتحدث هذا الكتاب عن حشرة النملة وقدرتها العجيبة على خلق حياة دقيقة مماثلة للحياة البشرية، بل تفوقها بمراحل كما تروي القصص والأساطير الخرافية، ورغم صغر هذه الحشرة وضآلتها فإنها الكائن الوحيد على وجه الأرض وباطنه الذي لا يستطيع أحد وضع الحدود الرسمية له والحد من بناء مستعمراته الممتدة والمتصلة تحت الأرض، حيث تثبت لنا النملة أن أي مكان لم يستطِع الإنسان ضمه إلى الحدود فوق الأرض استطاع النمل فعل هذا تحت الأرض.
مؤلف كتاب النمل – التاريخ الطبيعي والثقافي
شارلوت سلي : درست التاريخ وفلسفة العلوم في جامعة كامبريدج، وبعدها حصلت على أستاذ مساعد زائر لمدة عام واحد في جامعة كاليفورنيا، وبعد ذلك تولَّت منصب محاضرة في كلية التاريخ بجامعة كنت في كانتربري عام 2003، وكان محتوى تدريس شارلوت فيها عن العلوم والأدب والمجتمع الفيكتوري وتاريخ الحيوانات وتاريخ الجسد في القرن العشرين، وقد عرفت شارلوت بلقب “المرأة النملة” بسبب أبحاثها في علم النمل، كما اشتملت اهتماماتها البحثية “علوم الحياة” على مدار 150 عامًا الماضية، وأصدرت شارلوت عدة أبحاث ومقالات مختلفة في العلوم والحيوانات وبعض الكتب مثل:
The Paper Zoo: 500 Years of Animals in Art.
Six Legs Better: A Cultural History of Myrmecology.
Literature and Science.
معلومات عن المترجم:
معين الإمام: من سوريا، وأسهم في ترجمات كثيرة كانت ثروة للمكتبة العربية، ومن ضمنها:
الطريق.
جرأة الأمل: أفكار من استعادة الحلم الأمريكي.
النظام السياسي والانحطاط السياسي: من الثورة الصناعية إلى عولمة الديمقراطية.