النفور الضار
![](https://a5dr-wp.fra1.cdn.digitaloceanspaces.com/bookidea/2020/11/40-Recovered-26.jpg)
النفور الضار
ربما تكون أكثر المشكلات شيوعًا فيما يخصُّ الكتب هو ما يتعلَّق بالنفرة من القراءة بوجه عام، فهناك عدد لا بأس به من الشباب بخاصةٍ لا يكاد يصبر على كتاب نافع مفيد، أو أنه منصرفٌ إلى كتب تافهة وقصص فارغة لا تسمن ولا تغني من جوع، وتلك النفرة لها أسباب عديدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الجهل بقيمة القراءة وفضلها وأيضًا قلة الصبر وبخاصةٍ عند أصحاب الحركة الكثيرة والنشاط الزائد، إضافةً إلى الانشغال بالملهيات وقلة أو عدم وجود صحبة أو مجتمعات ثقافية تشجِّع ويسند بعضها بعضًا.
![](https://sp-ao.shortpixel.ai/client/to_auto,q_glossy,ret_img/http://a5dr.com/bookidea/wp-content/uploads/2021/02/old-min-1.jpg)
من أهم الأسباب أيضًا البداية الخاطئة واستشارة من ليس بأهلٍ للعلم في طريق القراءة، فيبدأ القارئ بكتاب فوق مستواه الفكري واللغوي فيستعصي عليه ويسبِّب له نفورًا من الكتب كلها أو يبدأ بكتاب تافه يُزهِّده في القراءة، ومن أسباب العزوف أيضًا ارتفاع ثمن الكتب خصوصًا في زماننا هذا، وصعوبة الوصول إلى القديم والأصيل منها لا سيما عن المضيِّ في هذا الطريق، وقد تقف اللغة حاجزًا وعائقًا أمام القارئ أيضًا، فيكتشف أنه بحاجة إلى تعلم اللغة أولًا؛ نظرًا إلى ما هو مصابٌ به من عُجمة في اللفظ والفكر حتى يستطيع فَهم كلام أهل اللغة وأصحابها.
وعلاج ذلك كله يكمن في عكس ما ذكرنا، ومن ذلك أن يعرف المرء قيمة العلم وأهله وأن يطلبه من مصادره الموثوقة، وأن يُشجِّع الناس على القراءة بالندوات والمحاضرات والمسابقات، وأن تُقام المعارض وتُنشَر بين الناس، وأيضًا أن يُربَّى النشء الصغير على اقتناء الكتب وقراءتها واحترام قيمتها وأن تكون هناك مكتبة خاصة في المنزل أنيقة ومنظَّمة بحيث يتشجَّع جميع أفراد العائلة للاطلاع عليها. البداية الصحيحة أيضًا بسؤال أهل العلم والاختصاص والسير على منهجية منظمة في القراءة، كل ذلك وغيره يساعد على تعزيز قيمة القراءة وأهميتها في نفوس الشباب.
الفكرة من كتاب كيف تقرأ كتابًا؟
“الكتب جارٌ بارٌّ ومعلِّم خاضع ورفيق مطاوع لا يعصيك أبدًا.. وهو كذلك صاحبٌ كفء وشجرة معمرة دائمًا مثمرة، يجمع الحِكَم الحسنة والعقول الناضجة وأخبار القرون الماضية والبلاد المترامية، يجلو العقل ويشحذ الذهن ويوسِّع الأفق ويقوِّي العزيمة ويؤنس الوحشة، يُفيد ولا يستفيد ويُعطي ولا يأخذ”.
بلغة الناصح الأمين يُهدينا الكاتب أهم وأشمل النصائح المتعلِّقة بالقراءة والكتب، مستهدفًا بها معشر القراء وغيرهم بَدءًا بالمبتدئين والمتوسِّطين ومن قطعوا شوطًا طويلًا في هذا المجال، بل وللنافرين منها أيضًا، فهذا كتاب يستحقُّ، بل ولا بدَّ أن تحويه مكتبة كل قارئ.
مؤلف كتاب كيف تقرأ كتابًا؟
محمد صالح المنجد: كاتب وداعية سوري، ولد في الثلاثين من ذي الحجة بحلب في سوريا عام 1380هـ، نشأ في الرياض وتعلَّم في المملكة العربية السعودية ونال درجة البكالوريوس من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ثم تحوَّل بعدها للدعوة إلى الله، وقد أخذ العلم عن عدد من المشايخ المعروفين كالشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن صالح العثيمين، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني، والشيخ صالح بن الفوزان وآل الفوزان وغيرهم.
ومن مؤلفاته:
أخطار تهدِّد البيوت.
ظاهرة ضعف الإيمان.
مسائل في الدعوة والتربية.
الأساليب النبوية في التعامل مع أخطاء الناس.