النفط والاضطرابات في الشرق الأوسط
النفط والاضطرابات في الشرق الأوسط
شكَّل النفط منذ ظهوره أحد المقاييس الحساسة جدًّا على حدة الصراعات واحتمالات نشوب حرب في المشهد العالمي، وكثيرًا ما كانت تتغيَّر أسعاره بشكل لافت، بمجرد التلويح باستخدام القوة أو احتمالية التعرض لطرق إمدادات الطاقة العالمية بين الدول بعضها وبعض، فعلى سبيل المثال كان أثر حرب أكتوبر 1973 واضحًا في تجارة النفط، لا سيما أنه كان أحد الأسلحة التي تمت المناورة بها في تلك الحرب من جانب الدول العربية عندما عمَّمت حظًرا لتصدير النفط للدول المساعدة لإسرائيل، مما كان له الأثر في تضاعف أسعار النفط، وكذلك مثَّلت الثورة الإيرانية 1979 أحد أهم الأحداث التي سبَّبت اضطرابًا في المنطقة بشكل عام، كان من نتائجه انخفاض إنتاج إيران النفطي من 2.5 مليون برميل يوميًّا إلى توقف إنتاجها النفطي بالكامل في مرحلة ما إبان تلك الثورة!
وبعد سقوط شاه إيران 1979 رأى الرئيس الأسبق للعراق صدام حسين أن الطريق أصبح مفتوحًا أمامه للسيطرة على النفط الإيراني أو على الأقل تدميره، استمرت الحرب قرابة ثماني سنوات أثرت بشكل كبير في قدرة إيران لإنتاج النفط.
وهناك مثال آخر وهو حرب الكويت 1990، فقد كان النفط في حد ذاته السبب الرئيس لقيام الرئيس صدام حسين بغزو الكويت، للاستيلاء على مخزونها النفطي، وكانت السعودية تعتقد في ذلك الوقت أنها ستكون الوجهة القادمة لصدام، فعمدت إلى تشكيل تحالف دولي لتحرير الكويت، وشكَّلت تحالفًا من نوع ما مع الولايات المتحدة لحماية احتياطها النفطي من الاعتداء من أي دولة مستقبلًا.
الفكرة من كتاب سلطة النفط والتحول في ميزان القوى العالمية
“لطالما شكَّل النفط في نظر عدد كبير من المحللين أحد أهم الأسباب الخفية لكثيرٍ من الصراعات والاضطرابات والحروب على الساحة العالمية”.
يناقش هذا الكتاب تاريخ ظهور النفط بدايةً من مراحل اكتشافه الأولى، مرورًا بمراحل ظهوره كقوة فاعلة مؤثرة في القرارات السياسية للدول، كما يحاول الكاتب دق ناقوس الخطر عن تعاظم سلطة النفط التي تركزت اليوم بين حفنة من الدول حديثة العهد بالثراء، ويجيب عن كثيرٍ من الأسئلة الغامضة عن دور النفط في الهندسة السياسية للمواقف الدولية.
مؤلف كتاب سلطة النفط والتحول في ميزان القوى العالمية
روبرت سليتر Robert Slater: كاتب أمريكي، ولد في الأول من أكتوبر عام 1943م في نيويورك، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة بنسلفانيا، وعلى درجة الماجستير في العلاقات الدولية من كلية لندن للعلوم الاقتصادية، وقد عمل خلال حياته المهنية الحافلة، لدى وكالة يونايتد برس إنترناشيونال ومجلة تايم لسنوات عديدة.
ألف كتبًا كثيرة عن شخصيات كبرى ورائدة في عالم الأعمال، منهم جاك ويلش، وجورج سوروس، ودونالد ترامب، وقد تُوفِّيَ في الخامس والعشرين من مارس عام 2014م في إسرائيل.