النفس والملكوت
النفس والملكوت
إن معنى وجود الله في هذا الكون هو أن الصبر والخير الذي قدمه الإنسان لن يكون هباء، ولن يمر الشر والظلم دون رادع، فالله الكريم الذي وهبنا الحياة لا يسلبها منا بخلًا، بل هو انتقال لحياة أخرى وخلود فوق السماء لأن في كل شيء حكمة.
ولكلمة “لا إله إلا الله” على الناس أنه لا وجود لإله آخر في الكون. إن كلمة “لا إله إلا الله” تطلق النفس من قيودها وتكسر أغلالها وتدفعها للعمل في نشاط وحيوية وتعالج جروحها وآلامها، فالله تعالى الذي خلقنا يعلم ما نحتاج إليه، فلا يمكن أن يكون أبدع مما كان، حتى نعلم أنه يجب أن نهرب إليه لا منه، ومعرفة ذلك تدفعنا بألا نشعر بالوحدة والغربة.
وقد وصف الله نفسه بأنه الملك وله جنود تأتمر بأمره، وملأ أعلى كل فرد منهم موكل بمهمة يقوم بها، لكنْ قد يتساءل الواحد منا لماذا لا يفعل الله كل تلك المهام بذاته؟! فيجيب الكاتب عن ذلك بأنها سنة الله في خلقه، فهو يجرى الأمور بمقادير وأسباب ووسائط بينه وبين عباده، إذ إننا لا يمكننا تحمل تجلي عظمته؛ فنحن لا وجود لنا إذا ما أراد الله ذلك فهو الموجود قبل كل شيء وهو الواجد، أما نحن فلسنا إلا كلمة من كلمات الله نفخ فينا من روحه فأصبحنا بحوله وقدرته أعظم مخلوقاته، سُخر لنا كل ما في السماوات والأرض.
الفكرة من كتاب علم نفس قرآني
لا شك أن هناك اختلافًا بين علم النفس والدين في علاج الأمراض النفسية، فعلم النفس لا يرى إمكانًا لتبديل النفس أو تغييرها جوهريًّا، لأنها تأخذ شكلها النهائي في السنوات الخمس الأولى من الطفولة، ولا يبقى للطبيب النفسي دور سوى إخراج المكبوت فيها إلى الوعي.
من خلال هذا الكتاب؛ استطاع الدكتور مصطفى محمود أن يكشف لنا عن علم نفس كامل موجود في القرآن، وعن مفهوم الأخلاق عند الماديين، متحدثًا أيضًا عن علاقة العرب بالصهاينة، ومحاولًا وضع حلول للتحول من حالة السكون والتخلف الحضاري التي أصابت الأمة إلى عملية الريادة الحضارية.
مؤلف كتاب علم نفس قرآني
مصطفى محمود، مفكر وطبيب وكاتب وأديب مصري، تخرج في كلية الطب، ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألَّف أكثر من 80 كتابًا، منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية.
ومن أبرز هذه الكتب:
رحلتي من الشك إلى الإيمان.
العنكبوت.
حوار مع صديقي الملحد.
الماركسية والإسلام.
القرآن محاولة لفهم عصري.
إضافةً إلى الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات.