النفس والروح
النفس والروح
يكثر الخلط في لغتنا بين مفهوم كلمتي الروح والنفس، فيقال “فلان طلعت روحه” و”تتعذب روحه”، و”روحه طيبة” وهكذا، وكل هذه التعبيرات المستخدمة والشبيهة غير صحيحة، لأن كل هذه الأحوال من عذاب وطمأنينة وغيرها تختص بالنفس لا الروح؛ إذ التي تتعذب هي النفس، فالنفس هي تلك التي تخرج من الميت عند حشرجة الموت لا الروح، وضرب لنا القرآن في ذلك أمثلة كثيرة منها: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾، والنفس في القرآن لها ترقٍ وعروج، فكما وصفت بالسوء أيضًا وُصفت بأنها مطمئنة ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾، فهي يمكن أن تتطهر وتتزكى.
أما الروح فيخبرنا الكاتب أنها تحاط دائمًا في القرآن بهالة من المعاني الطيبة فقط والتقديس، ولا يصاحبها أحوال من عذاب أو هوى أو زيغ أو شهوة أو رفعة وهبوط، كما أنها لا تخرج من الجسد أو تذوق الموت، ولا تجرى عليها صفات البشر وأحوالهم والأهم من ذلك كله أنها لا تنتسب إلى الإنسان وإنما هي دائمًا منسوبة إلى الله، كما في قوله تعالى عن سيدنا آدم ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ﴾.
والنفس تنسب دائمًا إلى صاحبها كما في قوله تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ﴾، وحينما تنسب النفس إلى الله فالمقصود بها الذات الإلهية كما في قوله تعالى: ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ﴾.
الفكرة من كتاب القرآن كائن حي
يتحدث الكاتب في هذا الكتاب عن اللغة القرآنية وربط القرآن بمجالات الحياة كافة، فيه يقود تذوقنا بأسلوبه السلس الفلسفي العميق المعنى والبسيط لفظًا، ويدفع فينا طاقات التأمل والتدبر في كلمات هذا الكتاب الرباني، فلم يقتصر فيه على لغة القرآن بوصفها لغة معجزة وحسب بل تطرق إلى مواضيع عدة في شتى مناحي الحياة التي كانت وما زالت نراها تتجسد حية كلها في القرآن.
مؤلف كتاب القرآن كائن حي
مصطفى محمود، طبيب وفيلسوف وكاتب مصري، ولد عام 1921 في أسرة متوسطة الحال، تخرج في كلية الطب، وتخصص في الأمراض الصدرية.
تفرغ للكتابة والبحث العلمي، وقدم ببرنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان)، وهو برنامج يتخذ من الصورة والمادة العلمية والتأمل الصوفي مدخلًا إلى الإيمان بالله.
توفي في عام 2009 عن عمر ناهز الـ88 عامًا.