النفسية الإلحادية
النفسية الإلحادية
يدعي جل الملحدين وصولهم إلى الاستقرار النفسي بعد أن استقام مذهبهم على إنكار الخالق والتحرر من كل الالتزامات الدينية، والوصول إلى إجابات عن كل الأسئلة التي كانت تؤرقهم وقت إيمانهم، غير أن الدراسات النفسية تجمع على الطمأنينة التي يورثها الإيمان بوجود خالق يلجأ إليه الإنسان في دنياه ويعود إليه بعد مماته، والمؤمن يعلم أن جوهر الحياة هو الاختبار، فلا يأسى من تقلباتها ويعلم أن الموت يعقبه ثواب على ما لاقاه في دنياه من مكاره، بينما يفتقد الملحد ذلك، إنما يعيش في قلق دائم من حياته التي يعيشها لمرة واحدة بعدها العدم.
وفوق هذا القلق الوجودي الذي يعيشه الملحد، تضاف إليه المشاكل النفسية التي قد تصيب أي إنسان، وتؤثر بالطبع في تشكُّل أفكاره وفي الأسلوب الذي ينبغي على المؤمن أن يتبعه في حواره معه، حتى يكون أكثر إقناعًا وأقوى حجاجًا، وينبغي فهم هذه التنويعات النفسية؛ فليس كل الملحدين على نفس الأرضية ولا يمكن التعامل معهم جميعًا بنفس الأسلوب، فمنهم من يستحق الرفق والتريث ومنهم مَن حَقُّه الإفحام، وقد صنَّف علماء النفس أنماط الشخصيات النفسية إلى عدة مجموعات تناول الكاتب بعضًا منها.
من هذه الفئات الشخصية القلقة، ويظهر ذلك في العبثية المنهجية أثناء الحوار وكثرة طرحه للأسئلة في أكثر من مجال بُغيةَ أن يعرف كل شيء، فينبغي على المحاور محاولة تهدئته وتشتيت انتباهه عن هذه المخاوف، وأن يترفق معه في الجواب والتبسُّط في الشرح، ومنها الشخصيات النرجسية -وهي موجودة في غالبية الملاحدة العرب- التي تبحث عن الظهور والأضواء، ويتصفون بالغرور الشديد واحتقار غيرهم واتهامهم بالجهل والبدائية، مع صلافة في الطرح والعرض تخفي هشاشة معرفية عريضة، وهذه الشخصية لا يجدي معها الترفُّق إنما دواؤها أن يرد االصاع بالصاع وأن يَظهَر جهلُها وخبايا نفسها على الملأ.
الفكرة من كتاب كيف تحاور ملحدًا؟ دليلك المنهجي في الحوار
هل سبق لك أن حضرت مناظرةً بين مؤمن وملحد، أو دخلت في نقاش مع أحد الملحدين الجدد؟ إن المناظرات بين المؤمنين والملحدين قديمة قدم التاريخ، ونقلت لنا كتب التراث العديد من المناظرات التي خاضها العلماء دفاعًا عن الدين وردًّا للشبهات، وفي العصر الحديث أسهم الانتشار الكبير لوسائل التواصل في كثرة النقاشات والمناظرات، وينبغي لمن يتعرَّض لهذا المجال أن يكون ملمًّا بأساسيات إدارة الحوار وآداب المناظرة، هذا الكتاب يسد ثغرًا منهجيًّا فيما يتعلق بمحاورات الملحدين في الزمن الحالي وأهم الحيل التي يلجأ إليها الملحدون وكيفية كشفها.
مؤلف كتاب كيف تحاور ملحدًا؟ دليلك المنهجي في الحوار
أمين بن عبد الهادي خربوعي: باحث مغربي، حاصل على دبلوم الأدب العصري ودبلوم الدراسات الجامعية العامة في علم النفس الاجتماعي وماجستير في إدارة الأعمال، وله العديد من المقالات والحوارات في كثير من المواقع الإسلامية، مثل “الإسلام ويب”، وغيره.