النفاق الليبرالي.. الإرهاب حصرًا على العرب
النفاق الليبرالي.. الإرهاب حصرًا على العرب
يبدو أنه قد ثبت حديثًا في المخيلة الشعبية للأمريكيين أن الإرهاب لا تتوافر دوافعه الهمجية إلا عند العرب والمسلمين، لقد تم تحييد جميع العوامل الأخرى ولم يتبق إلا العنف فقط لكي يتم اتهامهم به، وفي معظم المناسبات التي يتم استدعاء هذا المصطلح فيها فإنه يكون ذا معنيين في الواقع على حسب الجهة المُسقط عليها، ما يصنع منه سلاحًا سياسيًّا يتم توجيهه دائمًا ناحية المصلحة الأمريكية.
لننظر مثلًا إلى هجوم لمنظمة عربية على جيش معاد، هنا ليس هناك وقت للتفكير فالعرب ليسوا عقلاء لتكون لديهم أهداف سياسية، لا شك أن العنف هو محركهم فهم عدوانيون بشكل فطري وليست هناك استثناءات، وعلى طول تاريخ الصراع في الشرق الأوسط كانت وسائل الإعلام الأمريكية دائمًا ما تُعزي ارتفاع أعداد القتلى من المدنيين إلى صعوبة التفريق بين الإرهابيين وغيرهم، فالأساس أن جميعهم إرهابيون أو أنه قد تصادف وجود لمدنيين في محيط إطلاق النار ربما كانوا يتلقون الرصاص الأمريكي عمدًا، دائمًا يتم تصوير الأمر بطرفين أحدهما خير ولا يريد شيئًا سوى ترقية الطرف الآخر، الذي يكون بدوره همجيًّا وعنيفًا ضد كل أشكال الحداثة والتحضر، يبدو أن الكتاب الليبراليين لم يدركوا أن هذا هو الشكل الأساسي للعنصرية.
لا يختلف الخطاب الليبرالي كثيرًا في هذا المجال، فعندما يتعلق الأمر بإسرائيل تكون هذه القضية ربما الوحيدة التي تحظى بإجماع ليبرالي جمهوري، ولكن الفرق فقط في اختلاف طبقات اللغة وبدء ممارسة الألاعيب الليبرالية في المواربة والتستر، يصبح الأمر كريهًا أكثر فالعنصرية المتوارية لا تعني إلا التأكيد على الغباء والتدني للطرف الآخر، فالتسامح (المصطلح الليبرالي الشهير) هو تجلٍّ آخر لهذه الفوقية البيضاء، فوصفك بالتسامح يجعل الخطاب طبقيًّا على الفور، فهؤلاء الذين سيعتبرونك متسامحًا لديهم تصورهم عن هذا المفهوم الذي لا بد وأن تتفق معه، ولكن في كل الأحوال إذا كنت عربيًّا فهذا لا يجعل منك شخصًا عاديًّا، إنما مقبولًا وحسب، وبالطبع كل هذا يتهاوى مع أي صراع يكون طرفاه إسرائيل والعرب، وتخرج العنصرية من مكامنها التي ظلت راقدة بها دون أن تنمحي.
الفكرة من كتاب الحروب الهمجية: العرب والمسلمون وفقر الفكر الليبرالي
دائما ما تُثار النقاشات ويتركز الاهتمام حول الخطابات اليمينية الغربية، كونها مُستفزة ومباشرة ولا تكلف نفسها أي مواربة، بينما الخطابات الليبرالية التي تُواري العنصرية وراء الحيادية والعدالة الخبيثة لا يتم الاهتمام بها بالشكل الكافي.
يتتبع الكاتب الحركات الليبرالية وردود فعلها وآراء كتابها حول الأحداث والتدخلات الأجنبية في المنطقة، ويبين كيف تكون العنصرية المُتخفية أكثر ازدواجية وكراهية من التصريح بالفوقية والعلو الغربي.
مؤلف كتاب الحروب الهمجية: العرب والمسلمون وفقر الفكر الليبرالي
ستيفن سالايتا ذو الأصول الفلسطينية المولود عام 1975 بولاية فرجينيا الأمريكية، عمل أستاذًا مساعدًا للغة الإنجليزية بجامعة فرجينيا تك، ومتخصصًا في الكتابة عن العرب الأمريكيين والسكان الأصليين والأقليات العرقية، من مؤلفات المهمة:
الأرض المقدسة في انتقال.
العنصرية ضد العرب في الولايات المتحدة.
عن المترجم:
الشاعر والمترجم يوسف عبدالعزيز المولود في قنا عام 1969، حصل على الليسانس في الأدب الإنجليزي من جامعة أسيوط.. من أعماله:
المجموعة الشعرية للصمت والرماد
من ترجماته:
وردة حمراء.. وردة بيضاء، لهنري لوسون، شعر.
اتحاد العمال يدفن رجله المتوفي، مجموعة قصصية