النعيم لا يُدرك بالنعيم
النعيم لا يُدرك بالنعيم
في موضوع من موضوعات العلم يطرح الكاتب سؤالًا يدور حول طموحات المرء وأحلامه وخططه الدينية والدنيوية حتى تلك التي ما زالت قيد الانتظار لم ترَ النور بعد ولم تتحرَّر من حدود الأحبار والأوراق، بل وخنقتها الأتربة متراكمة فوقها عامًا بعد عام، ويرجع الجواب عن هذا التساؤل لعدة عوامل فيرى أن من أهم ما يُفسِّر ذلك الفشل التوهم الزائف لدى المرء بإمكانية بلوغ المجد والرسوخ في العلم والتمكين في الأرض بغير بذل للجهد وتخلٍّ عن الملذات مخالفًا بذلك سنن الله في الكون، فللمعالي ثمن لا بدَّ من دفعه!
ويدعونا المؤلف لإلقاء نظرة على سير أهل العزائم والهمم لإدراك العلاقة بين التعب والإنجاز عيانًا بيانًا، فالمعنى ليس حديث الطرح وإنما انتبه إليه من كان قبلنا بقرون، ومن ذلك ما شاع بين أهل العلم من قولهم “بقدر ما تتعنَّى تنال ما تتمنى”، وقوله (صلى الله عليه وسلم): “حُفَّت الجنة بالمكاره”، فالجنة أعلى المعالي وغاية المطالب لا تُنال إلا بالمجاهدة والبذل والترك، ومنه أيضًا قول الشاعر أبو تمَّام حبيب بن أوس الطائي:
بَصُرتُ بالراحةِ الكبرى فلمْ ترَها .. تُنالُ إلا على جسرٍ منَ التَّعبِ
وهذا لا يعني أن يبحث الإنسان عن التعب والألم فينبغي الانتباه إلى مستويين من المشقة، ألا وهما: المشقة المعتادة التبعية، والمشقة المقصودة بالأصالة، فالأولى تابعة ولازمة للعمل لا يمكن التخلص منها وهي في أمور العبادات مما يجاهد المرء نفسه على تحمُّلها في سبيل الثواب الجزيل، أما عن المشقَّة المقصودة بالأصالة فهي منفصلة خارجة عن العمل مما يتكلَّفه الإنسان ويتطلَّبه ويستدعيه وهو فيما يتعلَّق بالعبادات لم تطلبه الشريعة، بل هو مذموم لا يُحمد المرء على فعله.
الفكرة من كتاب مسلكيات
العلم والإيمان صنوان في الحياة، وفي هذا الكتاب يتطرَّق الكاتب إلى بابي العلم والإيمان مأخوذًا بكثرة اقترانهما معًا في كتاب الله (سبحانه)، من خلال مجموعة من المقالات المتنوعة كالتي تتعلق بفنون القراءة والتصنيف، والتصور الخاطئ عن تحقيق الإنجاز والتمكين، وما يتعلق بشعائر وعبادات إيمانية ونحوها من الأفكار التي تتعلَّق بهذين البابين، معضدًا ذلك بالعديد من الأمثلة والنماذج لأهل العزائم والهمم.
مؤلف كتاب مسلكيات
إبراهيم عمر السكران: كاتب، وُلد في الرابع من أبريل عام 1976، درس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عامًا واحدًا، ثم تركها متوجهًا إلى كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ونال درجة الماجستير في السياسة الشرعية من المعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ثم توجه إلى بريطانيا ونال درجة الماجستير في القانون التجاري الدولي في جامعة إسكس بمدينة كولشستر.
ومن أهم مؤلفاته: مآلات الخطاب المدني، ورقائق القرآن، وسلطة الثقافة الغالبة، والماجريات.