النظم الاقتصادية لدول العالم الكبرى
النظم الاقتصادية لدول العالم الكبرى
تشكل المنافسة إحدى الطبائع الرئيسة لعلم الاقتصاد، فبينما كان الصراع في القرن السابق بين الشيوعية والرأسمالية وانتهى بالفوز الساحق للنظام الرأسمالي، فإن صراع القرن الحادي والعشرين صراعٌ بين شكلين مختلفين من أشكال الرأسمالية، الشكل الأول هو الرأسمالية الفردية في بريطانيا وأمريكا، والشكل الثاني هو الرأسمالية المجتمعية في ألمانيا واليابان، فما الأسس الرئيسة لكلا النظامين الاقتصاديين اللذين يحكمان أهم دول العالم؟
يظهر الاختلاف بين النظم الاقتصادية وبعضها بالنظر إلى اختلاف آلية التعامل مع الأيدي العاملة داخل مؤسسات الدولة، إذ تمثل علاقة العامل بالمؤسسة التي يعمل بها أحد الأسس الرئيسة التي يقوم عليها الجزء الأكبر من اقتصاد الدولة، ولنتحدث في البداية حول ما يعرف بالنظام الرأسمالي الفردي؛ في هذا النظام تمثل استراتيجية تحقيق أكبر قدرٍ من الربح الهدف الرئيس للمؤسسة، وتنخفض فيه أجور الأيدي العاملة كلما أمكن، لذا من الطبيعي أن يغير العامل جهة عمله عندما يحصل على فرصةٍ لتحقيق دخلٍ أعلى، كما يتزايد في هذا النظام معدل دوران العمالة، لذا لا تستثمر المؤسسات في تنمية مهارات الأيدي العاملة بها، وتصبح مسؤولية تعلم المهارات مسؤوليةً فردية، وتنشأ الفوارق الكبيرة في الأجور بين ذوي المهارات المطلوبة ومن لا يملكون هذه المهارات.
أمّا عن النظام الاقتصادي المجتمعي، فإن استراتيجية غزو الأسواق الجديدة والحصول على حصة أكبر من الأسواق التجارية تمثل الاستراتيجية الرئيسة التي تتبعها المؤسسات التي تعمل في ضوء هذا النظام، ويعطي هذا النظام أهميةً أقل للعمل على تحقيق زيادة الأرباح، ويمثل العامل فيه أحد الأصول الرئيسة الهامة للمؤسسة، ومن ثّم يستثمر في تنمية مهاراته ويعطي له الجزء الأكبر من الأرباح في صورة أجور مرتفعة، وهو ما ينشأ عنه تقليل في دوران العمالة وزيادة قوة المؤسسة واستقرارها.
الفكرة من كتاب الصراع على القمة مستقبل المنافسة الاقتصادية بين أمريكا واليابان
بينما يشكل الصراع على القمة أحد المحاور المركزية لفهم الاقتصاد العالمي، تقف كثير من دول العالم الأخرى في موقع المشاهد لما يحدث دون أي تأثير يذكر من جانبها، وباستثناء بعض الدول القليلة التي استطاعت تحقيق التنمية الاقتصادية كسنغافورة وتايوان، فإن كثيرًا من دول العالم تعاني القيود التي تجعل تحقيق النمو الاقتصادي أمرًا صعب المنال، وتمثل دراسة اقتصاديات دول العالم الكبرى وكيف استطاعت تحقيق النمو الاقتصادي إحدى الوسائل الهامة المساعدة في تحقيق النمو الاقتصادي في الدول الفقيرة، ويتضمن محتوى هذا الكتاب أهم الأسس الرئيسة للنظم الاقتصادية التي تقوم عليها دول العالم التي تتنافس على القيادة الاقتصادية للعالم في القرن الحادي والعشرين، بالإضافة إلى التحديات التي واجهتها هذه الدول في طريقها لتحقيق النمو الاقتصادي.
مؤلف كتاب الصراع على القمة مستقبل المنافسة الاقتصادية بين أمريكا واليابان
لِستر ثارو : خبير اقتصادي شهير، عمل أستاذًا لمادة الاقتصاد في إحدى المدارس التابعة لمعهد ماساتشوستس، وكان من أبرز أعضاء الهيئة التي تعد تقارير لجنة البنوك والعملات بمجلس النواب الأمريكي، أصبح كتابه “الصراع على القمة” أكثر الكتب مبيعًا في الولايات المتحدة في الوقت الذي نشر فيه، له عديد من المؤلفات الاقتصادية الهامة الأخرى من أهمها:
The zero-sum society.
Economics explained.
معلومات عن المترجم:
أحمد فؤاد بلبع: له عديد من الترجمات الحافلة خصوصًا في الشؤون الاقتصادية والسياسية، عمل مترجمًا ومراجعًا في مقر الأمم المتحدة ومكاتبها المختلفة في دول العالم الأخرى مثل روما وجنيف، من المؤلفات التي نقلها إلى العربية:
تاريخ الفكر الاقتصادي: الماضي صورة الحاضر.
العالم الثالث وتحديات البقاء.