المحتويات
النظرية السلوكية للمال
إذا أردنا تكوين نظرية ذات بعد نفسي عن المال فلا بدَّ أن نتجاوز الأفراد إلى سيكولوجية واقع الحياة اليومية، فالمال قد بلغ من تسلُّطه على الأفراد أن جعل الكثيرين منهم محبوسًا خارج ذاته! فهو وجدان يختلج في اللاشعور عبر الكثير من الرموز النفسية التي يمثل الجانب الاقتصادي منها فقط قمة جبل الجليد التي تطفو على السطح، بينما الجزء الأكبر قابعٌ غير مرئي في الأسفل، فالمال مظهر مهم من مظاهر الدافعية، كما أنه فاعلٌ أساسي في الاضطرابات النفسية وأحد أهم الأسباب للصراع الطبقي في المجتمع، فسيكولوجية المال أشد ارتباطًا بسلوكيات الأفراد، فهي تحدد إلى حد بعيد الإطار العام للسلوك البشري عبر بعض المحددات النفسية واللاشعورية.
وترتبط النظرية السلوكية نحو اهتمامها بالمال من إمكانية أن يمثل استجابة شرطية للأفراد من أجل دعمهم نحو فعل معين أو تركه، فعن طريق الارتباط الشرطي الحاصل في الذهن يمكن للأفراد الإقلاع عن العديد من العادات لاكتساب أخرى مكانها، فهي عملية مستمرة إذًا من الإحلالً والإبدال، ومن هنا يتشكَّل الكثير من اتجاهاتنا النفسية وعاداتنا الاجتماعية عبر التراكم المستمر لتلك المواقف المتكررة، كما أشار بعض علماء السلوك إلى ثمة علاقة بين الدافعية عند الأفراد وبين المال، فالطلب على المال مشتق من الطلب على السلع والخدمات المختلفة، وعلى ذلك فالمال لا يطلب لذاته وإنما لكونه وسيطًا لإشباع العديد من الرغبات، ومن هنا تتولد الرابطة عند الأفراد بين الدافعية والمال.
الفكرة من كتاب سيكولوجية المال
المال ليس ظاهرة اقتصادية فحسب، بل هو أيضًا ظاهرةٌ نفسية واجتماعية، فالكتاب يعد محاولة للربط بين علم الاقتصاد وعلم النفس ، لتحليل ظاهرة المال والنظريات النفسية التي تتناول هوس الثراء والأمراض النفسية والاجتماعية للثروة، كما يتعرَّض كذلك لتفنيد العلاقة الجدلية القائمة بين المال والسعادة.
مؤلف كتاب سيكولوجية المال
أكرم زيدان: كاتب مصري من مواليد المنصورة، تخرج في قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة المنصورة وعُيِّن معيدًا بالقسم، حصل على الماجستير في علم النفس المرضي الإكلينيكي بتقدير ممتاز عام 1999، كما حصل على الدكتوراه أيضًا في ذات التخصص بمرتبة الشرف الأولى في العام 2002، ويعمل حاليًّا مدرسًا بقسم علم النفس بجامعة المنصورة.
صدر له كتابان: “سيكولوجية المقامر: التشخيص والتنبؤ والعلاج”، و”سيكولوجية المال: هوس الثراء وأمراض الثروة”.
الموضوع التالي
