النظرة القرآنية يبحث عنها من ضلَّ الطريق
النظرة القرآنية يبحث عنها من ضلَّ الطريق
على الرغم من وجود المستشرقين والمبشرين وسائر الحركات التغريبية فقد تنامى في السنوات الأخيرة فريقٌ من الغرب يتطلع إلى الإسلام كبديل لأيديولوجياتهم التي فشلت بالتتابع وصارت اعترافًا بفضل الحضارة الإسلامية ودورها في تقديم الأسس والثوابت لكل المناهج العلمية التجريبية إلى الآن، واعترافًا أيضًا بأن الكتب المقدسة الغربية أثبتت بشريتها بكمِّ التناقضات التي ظهرت إلى النور في العقود الأخيرة، حتى صاروا يشككون في كثير من الآراء والنظريات والمعتقدات التي لم تكن يومًا محل شك.
في المقابل لمساعدة ذلك الفريق الباحث عن الحق يجب السعي إلى زيادة ندوات التعريف بالإسلام في الخارج لتوضيح الغوامض في الفكر الإسلامي وفك الالتباس في فهمهم للدين وبيان أن الإسلام ينظر إلى الناس جميعًا نظرة إنسانية عالمية لا تميزهم إلا بالتقوى، وشرح أن الدين الإسلامي قائم على ثوابت كالعقيدة والوحي والمادة والروح ومتغيرات اجتماعية، كما يجب الاهتمام كثيرًا بتفصيل الجوانب الدقيقة من حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، كل هذا لن يتم إلا بعد تطبيق الشريعة الإسلامية في بلاد المسلمين أولًا ثم تصديره للعالم.
ولا شك أن المستشرقين يقفون حائلًا أمام ذلك التيار الطامح إلى الإسلام بشتى الطرق، فهم لا يترجمون غير المؤلفات العربية التي تتوافق مع أهوائهم، ففي الأدب مثلًا يترجمون القصص التي تبين الانحراف والخلاعة فقط، وفي الدراسات التاريخية لا يبيِّنون إلا أن الفكر الإسلامي تابعٌ للفكر اليوناني، لذلك هم من أنصار المعتزلة وفكر التصوف الفلسفي، ويرى المستشرقون أن الفتوحات الإسلامية لم تتم إلا لجمع الغنائم عن طريق السيوف، بل الأدهى من ذلك كله أنهم يفسرون القرآن تفسيرًا حداثيًّا يدَّعون أنه تجديد وتطوير الخطاب الديني وما الهدف منه إلا إظهار الإسلام متخلفًا ورجعيًّا.
إن النظرة القرآنية هي نظرة متكاملة جامعة تجعل المجتمع الإسلامي بناءً ضخمًا طوابقه الثقافة والحضارة والعقل والروح، وأعمدته كتب الفقهاء ونظريات العلماء وقلوب المتصوفة، فكلٌّ منهم يؤدي رسالته الخاصة في إطار تصور ونموذج شامل، ومن هنا كانت خطة المستشرقين وأفكارهم التي يجمعها الكاتب فيما يسمى بـ”النظرة الانشطارية”، وتعني فصل كل عناصر البناء الإسلامي إلى مجرد عناصر فردية لا يجمعها جامع، فالفكر الغربي لا يقدر على مواجهة الإسلام ككل، أما إذا تم إفراده إلى أجزاء هان عليهم.
الفكرة من كتاب كيف يحتفظ المسلمون بالذاتية الإسلامية في مواجهة أخطار الأمم
إن الأمة الإسلامية تواجه اليوم معركة تختلف عن كل المعارك الحربية التاريخية، ألا وهي معركة الذات الإسلامية، تدخلها الأمة مطالَبة بالحفاظ على ذاتها وهويَّتها التي تكونت في أربعة عشر قرنًا مضت..
يوضح المؤلف في هذا الكتاب كيف يتلاعب المجتمع الغربي والمستشرقون بالمجتمعات الإسلامية، ويستعرض خططهم ومؤامراتهم لتغريب المسلمين وجعلهم يتناسون الإسلام حتى ينسوه تمامًا، ويبين النماذج الغربية المصمَّمة من أجل ذلك سواء باستهداف الفكرٍ أو الثقافة أو التربية أو الوعي أو الصحافة والإعلام، ثم يرسم الكاتب خريطة طريق للنجاح في التغلب على تلك المواجهات الخادعة والحروب الفكرية المستميتة.
مؤلف كتاب كيف يحتفظ المسلمون بالذاتية الإسلامية في مواجهة أخطار الأمم
أنور الجندي: مفكر إسلامي مصري ولد بأسيوط ١٩١٧، حصل على جائزة الدولة التقديرية عام ١٩٦٠ وشارك في العديد من المؤتمرات الإسلامية، وتوفي عام ٢٠٠٢ عن عمر يناهز الخمسة وثمانين عامًا.
له الكثير من المؤلفات الشهيرة في الفكر الإسلامي، منها:
الإسلام تاريخ وحضارة.
الإسلام في مواجهة الفكر الوافد.
الإسلام في غزوة جديدة للفكر الإنساني.