النظامانِ اللذانِ يسيطرانِ على أنشطتِنَا العقليةِ
النظامانِ اللذانِ يسيطرانِ على أنشطتِنَا العقليةِ
يتحكمُ في أنشطتِنا العقليةِ نظامانِ مُختلفان، النظامُ الأولُ البديهيُّ: سريعٌ ويُنتجُ ردودَ فورية، بينما النظامُ الثاني العقلاني: مُبرمجٌ للتفكيرِ والتحليلِ والتقييمِ، ومن ثَمّ الاستجابة.
النظامُ الأولُ البديهيُّ، مسؤولٌ عن الأنشطةِ التِلقائيةِ مثلِ المَشْي، بينما يحتاجُ النظامُ الثاني – العقلاني، إلى اهتمامِكَ الكاملِ ليعملَ؛ فعادة، عندما تفعلُ شيئًا ليس فِعلاً تِلقائيًا، مثلَ العمليةِ الحسابيةِ ٥ x ٥، ستعتمدُ على النظامِ الثاني العقلاني؛ لاستخلاص النتائجِ باستخدام المعرفة ذاتِ الصلةِ بالموضوع.
في العديدِ من المواقف، يعملُ النظامانِ معًا، عندما تقودُ ليلًا وتُولِيْ اهتمامًا كبيرًا بالقيادةِ على سبيل المثال، أو عندما تسعى جَاهِدًا للمشي مُتماسكًا وأنت مُتوترٌ، فإنّ عقلَك يستخدمُ كِلا النظامينِ، وأنت لا تعرفُ ذلك. وفي الواقع، عندما تقومُ بأيِ نشاطٍ عقليٍ، يكونُ من الصعب للغايةِ معرفةُ ما إذا كانَ النظامُ الأولُ هو الذي يعملُ، أم النظامُ الثاني.
كيف يتداخلُ النظامان؟
يمنحُكَ النظامُ البديهيُّ إشاراتٍ تتمثل في (الانطباعات والمشاعر والحدس)، استنادًا إلى الأفكارِ والمعتقداتِ التي صاغَهَا النظامُ العَقْلاني.
لماذا يُعْتَبر من المهم معرفةُ الفَرقِ بين الأنظمة؟
لأنهُ يمكن للنظامِ الأولِ – البديهيِ القفزُ إلى الاستنتاجات، وسيرتَكِبُ الأخطاءَ في العديدِ من الحالات. لو كنتَ على وعيٍ بتلك الأخطاءِ، واستدعيتَ النظامَ الثاني العقلاني للتعامل معها، ستفكرُ بشكلٍ أكثرَ كفاءةً وستتعاملُ معها بطريقة ملائمة.
الفكرة من كتاب التفكيرُ السريع والتفكيرُ البطيء
في هذا الكتاب، يشرحُ عالِمُ النفسِ، الحائزُ على جائزةِ نوبل في الاقتصاد “دانييل كانيمان” طريقةَ عملِ عُقُولِنَا، وكيف يعملُ النظامان اللذان يوجّهانِ أفكارَنا. وَفقًا للكاتب، فإن فَهْمَ كيفيةِ عَمَلِ هاتينن الطريقتين للتفكيرِ؛ سيساعدنا في اتخاذِ القرارات الشخصيةِ والمِهْنِيّةِ الصحيحة.
مؤلف كتاب التفكيرُ السريع والتفكيرُ البطيء
حصل دانيال كانيمان على الدكتوراه، وعلى جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2002. وهو كبير الباحثين في كلية وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية، وهو أستاذ فخري في علم النفس في جامعة برينستون، وزميل مركز العقلانية في الجامعة العبرية في القدس.