النضج الإيماني
النضج الإيماني
يحدث أحيانًا أن يتساءل البعض عن صغار الدعاة الذين ينالون قدرًا كبيرًا من القبول لدى الناس يفوق من قد يكونون أكثر منهم علمًا، والحقيقة أن ما يميز بين اثنين متوافقين في العلم هو عمق التجربة الإيمانية ونضجها، وهو ما قال عنه ابن الجوزي: “إنه بقدر إجلالكم لله (عز وجل) يُجلُّكم، وبمقدار تعظيم قدره واحترامه يُعظم قدركم وحُرمتكم”، حسن العلاقة مع الله، وخشيته وصدق القلب، وأعمال البر، وكثرة الدعاء والذكر، كلها إيمانيات ترفع العبد عند ربه فيحبه، فيجعل له القبول في الأرض والسماء كما أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم)، إذ مهما حصَّل المرء من علم ومهما أخذ من أسباب دنيوية، فإن ما بينه وبين الله هو ما يكلِّل هذا السعي بالتوفيق والقبول.
ومهما كان علم الداعية وصلاحه فإن مداومته حضور مجالس العلم أمر لا غنى عنه، وقد رأينا ذلك من كل الأئمة الصالحين على علمهم وقدرهم، فتلك المجالس كما يقول الكاتب هي “تجمُّع أنفاس الصالحين، وتراكم خبرات العاملين، وتذكير بهدي ودأب الصالحين، وهي قربى لأولي البصائر، وذكرى لأولي الألباب”، فتلك مجالس لا يشقى بها جليسها، بل إنها تعيد شحن الروح وتغذية العقل وتعرِّض صاحبها لنفحات الله في مجالس تحفُّها الملائكة.
الفكرة من كتاب خطوات نحو التجديد
إن الدعوة إلى الله وإرشاد الناس إلى طريقه، هي أعلى ما قد يطمح إليه المرء، وفي ذلك يقول تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾.
وفي ظل التغيرات والمستجدات المتسارعة التي يعيشها جيل اليوم، ويلمسها كل المنشغلين بالفكر والدعوة، يرى الكاتب أن من المهم والصحي أن نتشارك همومنا وأسئلتنا لنعي الحاضر ونستعد للمستقبل والعمل له، وعرض أفكاره عن مشكلات المفكرين والدعاة على قسمين؛ تجديد الوعي، وتجديد الدعوة.
مؤلف كتاب خطوات نحو التجديد
علي بن حمزة العمري، داعية سعودي، ولد عام 1973م، حاصل على دكتوراه في الفقه المقارن، وماجستير في أصول الفقه، رئيس جامعة مكة المكرمة المفتوحة، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورئيس مجلس إدارة مركز فورشباب للدراسات والبحوث والتطوير، حاصل على لقب سفير السياحة العربية، ألف أكثر من ٧٠ كتابًا، وله العديد من البرامج الفضائية.
ومن مؤلفاته:
مشكلات وحلول في حياة الشباب.
سلفي في كافيه.
النقد الدعوي مراجعة لا رجوع.
الصحة الإيمانية.