النزاعات والتراحم

إن الإسلام أوسع من الفقه؛ إذ يشمل أيضًا دائرة الأخلاق والعقيدة، وفيما يتعلق بمسألة القضاء في الزواج فقد جعلت للمساحات التي يمكن ضبطها  بأحكام الفقه، بينما تركت المساحات المتشابكة، والتي تختلط فيها الأمور النفسية والاجتماعية والأخلاقية فلا يتدخل فيها القضاء، وإنما تركت لدائرة الأخلاق، وهي تعرف بـ”الديانة”؛ فيمكن لزوج أن يمر بضغط عمل فيغضب بشكل مؤقت، وأيضًا يمكن أن تمرض زوجة فلا تقوم بمهام البيت ولا تساير زوجها، فكلها أمور لا تستوجب القضاء وتُرِكت للتراحم والمودة؛ فتصوُّر أن البيوت تُبنى فقط على الحقوق والندية هو تصور مريض يؤذن بانهيار البيت، وهذا هو معنى العلاقة التراحمية.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وفيما يتعلق بقضية النزاعات يجب التطرق إلى مسألة عمل المرأة: فبدءًا لم يمنع الشرع عمل المرأة إلا المحرم من الأعمال مثل البغاء، ولكنه وضع لها معيار الفضيلة وأحكام الاختلاط إن خرجت من منزلها، كما أن الشرع لا يحدِّد قرار عمل المرأة من خلال طبيعتها الجسدية كما يزعم البعض.

وهناك فرق بين الطبيعة الوهبية مثل: أن جسد المرأة هُيئ للرضاعة والولادة، فلا معنى لتلك الدعاوى الساذجة بالمساواة في ذلك الأمر فيتكلمون عن زراعة الرجل للرحم حتى يشارك في الحمل والولادة! وهناك ما يعرف بالطبيعة المكتسبة، مثل أن يتعلم المرء شيئًا، فتصبح المرأة عالمة، أو يصبح الرجل طباخًا مثلًا، فلا ضير في ذلك، ولكن ليس معنى الحديث أن الشرع ينكر الفروق الجسدية أو النفسية بل يحترمها، فالشرع نهى عن تكليف الخادم بأعمال تفوق طاقته وتمنعه من النوم والراحة، فهنا نحمل الرجل المهام العضلية لا المرأة، فلا نجعلها تقوم بكنس الشوارع والأعمال الشاقة رغم عدم حرمته لكن من باب المنطق والأخلاق.

إن مفهوم الأسرة قد تشوَّه كثيرًا في السنوات الأخيرة، ما أدَّى إلى حدوث مشكلات مجتمعية تستدعي حلولًا جوهرية، ويرى الكاتب أن تلك الحلول موجودة في الدين؛ فيوضح فلسفة الإسلام عن الأسرة؛ أي نظرته العامة إلى أهم المفاهيم المكونة لها، وتلك التي تشوَّهت دون الدخول بشكل مفصَّل في الجزئيات.

علاء عبد الحميد: كاتب ومحاضر وداعية مصري، تخرَّج في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وتلقَّى العلم الشرعي على يد عدد من علماء مصر والشام، وتخصَّص في المذهب الحنفي وأصوله، اشتغل بعلم الحديث وأصول الدين، وله عدد كبير من المحاضرات والدروس.

مؤلفات أخرى للكاتب:
كيف وصل إلينا هذا الدين.
كيف نفهم هذا الدين.
رحلة إلى معرفة الله.